-A +A
عبدالرحمن العكيمي
رغم ما يعتريه من ملاحظات وأخطاء وإثارة للتعصب والجدل إلا أن الإعلام الرياضي لدينا يواكب الحراك الرياضي ويتفاعل مع كل المتغيرات والإنجازات وحتى في حالات الانكسارات والخيبات والهزائم.. ويعتبر راصدا ومتفاعلا مع البطولات القارية والمحلية وحتى مع بروز وسائل السوشيال ميديا الجديدة، لكن يظل للإعلام الرياضي رموزه المؤثرون الذين مازالوا يمتلكون التأثير في الرأي العام الرياضي سواء بقصد أو بغير قصد وتبرز أدواتهم في وسائل الإعلام الحديثة أو عبر وسائط الإعلام الجديد.. وعلى سبيل المثال يبلغ تعلق الإعلام الهلالي بناديه ذروته الكاملة ووصل إلى مراحل متقدمة بدعمه للكيان الكبير الذي ظل لسنوات يريد استعادة مجده الآسيوي بتحقيق بطولة دوري أبطال آسيا التي استعصت عليه وتمنّعت عندما خسر نهائي سدني الشهير عام 2014م، وكذلك عندما خسر نهائي القارة وهو الأقرب في عام 2017م، لم يتخلّ أو يتوقف أنصار الزعيم الهلالي وإعلامه يقف معه في كل الأحوال والظروف حتى عاد وحققها وتوّج بطلاً للقارة في عام 2019م، يحل رابعاً للعالم بعد فوزه على بطل أفريقيا الترجي التونسي وخسارته بركلات الترجيح من مونتيري المكسيكي، ثم كرر الإنجاز في العام 2021م بفوزه ببطولة آسيا الثامنة بتوقيت الهلال على بوهانج الكوري ليذهب للعالمية مرة ثانية وقد تغير سقف الطموح لدى الهلاليين حيث سجل الهلال أكبر نتيجة تشهدها مباريات مونديال الأندية بفوزه على المستضيف الجزيرة بطل الإمارات بستة أهداف مقابل هدف واحد. وقدم أفضل وأجمل أداء أمام تشيلسي الإنجليزي بطل العالم ليخسر في مباراة الثالث والرابع وهو يلعب بتسعة لاعبين بعد طرد اثنين من أفضل نجومه ليحل رابعاً للعالم.. إن أهداف ورؤية الإعلام الرياضي إذا وجهت الوجهة الصحيحة ستكون مؤثرة وستكون خير عون لإدارة النادي لتحقيق تطلعات الجماهير وسيتغير سقف الطموح، فها هو إعلام الهلال يشن حملة كبيرة على مدرب الفريق السيد جارديم وهو الذي يبدو بوجهة نظرهم غير قادر على تحقيق الطموح في محفل عالمي فكان الطموح هو تجاوز مركز رابع العالم الذي حققوه في العام 2019م إلى تحقيق لقب ثالث العالم أو ثاني العالم؟ لكنه حقق لهم رابع العالم هذه المرة وقبلها حقق لهم بطولة آسيا وبطولة السوبر.

إن تلك الإنجازات الكبيرة وتمثيل آسيا في كأس العالم كانت ومازالت هي حلم للعديد من منافسي الهلال حيث يحلمون بتحقيقها والوصول للعالمية ولو لمرة واحدة.


لكنه بالفعل الفارق في الطموح والفارق في التطلعات التي ترتفع وتزيد مع تحقق الإنجازات.. ذكرت هذه الأحداث لنقف أمام حالة أخرى تبدو غريبة لإعلام النادي الأهلي السعودي الذي تخلى عن دعم ومؤازرة فريقه وهو يمر بظروف صعبة ليرتمي خلف ناد آخر ليس بحاجته ولديه إعلامه الذي يهتم به.. أستغرب حقيقة من ابتعاد إعلام الأهلي عن ناديهم؛ فعدد كبير من المحسوبين على إعلام قلعة الكؤوس تركوا الفريق الأهلاوي وحيدا يواجه ظروفه مع مدربه (هاسي) الذي يقدم أسوأ مستويات في الدوري وصاروا تابعين لذلك النادي العاصمي؟!

ترى متى يعود إعلام أهلي جدة إلى أحضان ناديه الذي هو في أمسّ الحاجة إليه، لاسيما وهو يقبع في المركز التاسع حاليا في دوري الأمير محمد بن سلمان!

ALOKEMEabdualrh@