-A +A
مي خالد
تحدثت في مقال الأسبوع الماضي عن قصة انتصار البشرية على مرض الجدري عبر تلقيح أكبر عدد من السكان في مختلف البلدان. لكن في تلك الحقبة التاريخية لم تكن وسائل الاتصال بهذا النشاط الذي نشهده في عصرنا ولم يتبادل الناس نظريات المؤامرة ولم يكن هناك انقسام في الآراء حول «التينة».

نقرأ آراء لأشخاص منزعجين بسبب ما يظنون أنه مؤامرة وإجبار على تلقي اللقاح وآراء لأشخاص آخرين منزعجين من الذين لم يتلقوا اللقاح هذا الانزعاج المتبادل يصل في أحيان كثيرة لتبادل التهم والغضب المستعر.


وأنا أنتظر عجلة التاريخ أن تدور؛ لكي نعرف القصة بأكملها حين ننظر للخلف في المستقبل ونقارن بين النجاحات والإخفاقات في مختلف البلدان خلال العامين الماضيين، أتوقع أن مناعة القطيع ستنجح في تجاوز البشرية لوباء كورونا كما نجحت سابقاً في السيطرة على الأمراض المعدية الأخرى مثل الجدري وشلل الأطفال والحصبة الألمانية.

ومناعة القطيع حسب فهمي هي أن هناك دائماً أشخاص لا يستطيعون التطعيم لأسباب صحية خطيرة ويعتمدون على القطيع لحمايتهم. مثلما يشكل القطيع دائرة حول الصغار والضعفاء عند مهاجمتهم من قبل الحيوانات المفترسة. من المحزن أن ينضم لهؤلاء جماعة ترفض اللقاح لأسباب أيديولوجية!.

هناك تحديات أخرى يواجهها العالم الآن وهي تتطلب الاتحاد. نحن ممتنون لجميع الذين بادروا واستمروا وشاركوا في علاج آثار كوفيد منذ عامين على كافة المستويات وخاصة الطبي. عادة فقط بعد فوات الأوان يمكننا أن نرى آثار التدخل الطبي على نطاق عالمي.