-A +A
عبداللطيف الضويحي
من منا لا يعرف مكلوماً أو يتيماً أو أرملة أو مكسوراً من الإخوة المقيمين بيننا ومعنا إقامة نظامية؟ صحيح أن المقيمين في الغالب يعملون، لكن منهم كثيرون من تصدمهم الظروف التي لا أحد محصناً منها وضدها.

فبين هؤلاء المقيمين النظاميين من فقدوا فجأةً عائلهم الوحيد الذي هو مصدر رزقهم مما يتطلب تأمين مأكلهم ومسكنهم، ومنهم من تعرّض لحادث أو عارض صحي مفاجئ يتطلب علاجاً له ورعايةً لأسرته، ومنهم من فقد وطنه في موجة الحروب والكوارث الطبيعية والبشرية التي يتعرض لها أكثر من بلد في منطقتنا وفي آسيا وأفريقيا. إنهم الحلقة الأضعف في المجتمع، وهؤلاء ممن قال عنهم الحديث «هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم». وكيف السبيل للأخذ بيدِ هؤلاء ومساعدتهم بطرق نظامية للتغلب على ظروفهم المعيشية والصحية والحياتية والتي لا أحد بمأمنٍ منها أو محصّنٍ ضدها؟


من المؤكد أن مواطنيهم وأبناء جلدتهم وأقاربهم المتواجدين والمواطنين يساعدونهم بما يستطيعون، لكنها المساعدات غير المستديمة وغير الكافية. فلماذا لا يتم تشريع إقامة جمعيات خيرية نظامية لكل جالية ترغب بذلك تتوجه مباشرة لمساعدة الأيتام والأرامل والفقراء من أبناء المقيمين النظاميين في المملكة، يؤسسها ويديرها المقيمون النظاميون وفقاً للنظام وتحت إشراف الجهات المعنية ؟ فيكون لكل جالية -حسب نشاطها واهتمامها- جمعياتها أو مؤسساتها الخيرية في المناطق التي توجد بها تلك الفئة من ذات الجنسية.

استوقفني ما كتبه الزميل الأستاذ عبدالله الوابلي، في العدد الأخير من مجلة اليمامة بهذا الصدد تحت عنوان «مملكة الإنسانية.. إنما تنصرون بضعفائكم»، والأستاذ عبدالله يعد خبيراً في الجمعيات بشكل عام، وعمل رئيساً للمجلس السعودي للجمعيات التعاونية سابقاً. وقد استهل مقالته بقصة إنسانية مؤلمة وموجعة ومؤسفة لطفل مقيم صدمته الحياة بفقد أسرته لمعيلها فانقلبت حياته وأمه وإخوته الصغار رأساً على عقب.

إن تشريع جمعيات ومؤسسات خيرية لرعاية الأيتام والأرامل والمعوزين من أبناء المقيمين على أرض المملكة حاجة تمليها القيم الإسلامية والإنسانية والمجتمعية الحضارية الأصيلة لأهل هذا البلد المعطاء الكريم وقيادته ومؤسساته، ناهيك عما تحققه هذه الخطوة وما توفره من حياة كريمة تحفظ لهؤلاء الأرامل والأيتام والمعوزين المقيمين كرامتهم وتقيهم من التشرد والانحراف وبقية المشكلات المرتبطة بها والناتجة عنها.