-A +A
مي خالد
معظم النساء لا يخرجن من منازلهن دون مكياج. ومعظم الأشخاص على وسائل التواصل الاجتماعي سواء النساء منهم أو الرجال لا يقفون أمام كاميراتهم دون وضع فلاتر.

فما الأسباب الكامنة وراء ذلك؟


وفقاً لعلم النفس، هناك سببان رئيسيان لوضع النساء للمكياج، وأظنهما ينطبقان على الفلاتر فهي على نحو ما مكياج إلكتروني أو أكثر قليلا، السبب الأول هو: التمويه لأن معظم النساء يشعرن بالقلق وعدم الأمان حيث يملن إلى إخفاء الندوب والتجاعيد وآثار التقدم في العمر لأنهن يشعرن بقليل من عدم الثقة في مكان عام.

والسبب الثاني هو: الرغبة في الظهور بمظهر أفضل وأكثر جاذبية أمام الجميع.

في جميع المجتمعات وعبر مختلف العصور تقع النساء تحت طائلة التوقعات الاجتماعية التي تبدو غير عادلة بالمرة.

فعلى المرأة منذ سن مبكرة أن تكون جذابة وأكثر أناقة وجمالاً وتتعلم وضع المكياج ببراعة.

والسبب في ذلك ليس ثقافياً بالكامل، لكن وفقاً لجمعية العلوم النفسية، يُعامل الأشخاص الجذابون بشكل مختلف في جميع مجالات الحياة.

لذا نجد الكثير من الفتيات والنساء يعتقدن أنهن إذا أظهرن وجوههن الطبيعية، فلن يعاملن مثل الآخرين ومثلما اعتدن حين يضعن المكياج. هذه العقلية تقلل من احترامهن لذاتهن ولا يمكنهن التحرك بثقة في أي مكان. كما أنه يقضي على شخصياتهن بالكامل.

صحيح أن المكياج يجعل الوجه أكثر صحة ونظارة لكنه مجرد كمالية وليس حاجة أساسية.

وينطبق هذا الحديث على الفلاتر. فكم من خصومات وقضايا رفعت بسبب تصوير المشهورات دون وضع فلتر فظهرن على حقيقتهن التي لا يقبلنها ولا يتصالحن معها. بعضهن اعتبرن الحدث فضيحة حقيقة فاختفين لفترة من منصات التواصل الاجتماعي ثم ظهرن بعد إجراء عمليات جراحية مؤلمة لوجوههن وأجسادهن وغالبا هن غير راضيات عن نتائجها لأنهن لا يزلن يتخفين خلف الفلاتر. هناك ضغط اجتماعي هائل يتسبب فيه هذا الوضع الإلكتروني الغريب، وتأثيره سيظهر بعد سنوات على الفتيات الشابات اللائي يتابعن بحماس هذه المنصات وتشكل هؤلاء المشهورات وعيهن بذواتهن وبالعالم.