-A +A
منى العتيبي
لطالما ينتابني شعور بأن هناك علاقة طردية بين محتوى الشيلات ومحتوى أغلب دورات تطوير الذات؛ فمثلاً كلما شاهدت تلك المتواضعة في شكلها وفي مستواها الاجتماعي ترقص زهواً وتحديّاً لكل الحاضرات على شيلة «جت بنت الشيخ يلا وقفن.. عانديهن واقهريهن.. موتن بغيض وقهر»، تبادر إلى ذهني مباشرة العملاق الذي تطالب به برامج تطوير الذات بإطلاقه حين يصرخون على مسارح البرامج «اطلق العملاق الذي بداخلك»!

وأعرف سبب هذا الشعور الذي يمرني ويأتي نتيجة المبالغة والخدعة التي تمررها هذه البرامج للناس، حيث يقع الناس جرّاء هذا العملاق في حقيقة الفشل لحظة محاولة انطلاق عملاقهم؛ لأن هذه البرامج تستهدف عواطفهم دون أن تدلهم على الطريقة السليمة في اكتشاف مكامن قوتهم ومواطن ضعفهم وتمكينهم من تطويرها.


يقول الدكتور عبدالله الغذامي: «‏لا أحد يستطيع (تعليم) المهارة، لكنك تستطيع (تدريب) المهارة»، بمعنى لا يمكننا خداع الناس وإيهامهم بمهارات لا يمتلكونها ولا هي في الأصل من مكنوناتهم ولن نستطيع صناعتها فيهم ولن نستطيع أن نعلمهم ما ليس موجوداً فيهم، ولكننا فقط نستطيع أن نساعدهم على اكتشاف ما يمتلكون من مهارات وبالتالي تدريبهم على تطويرها.

أقول ذلك؛ لأن بعض مؤسساتنا تسلك مسالك الفشل؛ وأصبحت تعج بالذين أطلقوا عملاقهم «على غير سنع» فكم نجد عملاقاً واقعاً في ورطة بأنه مميز في عمل ليس من أهله ويستحق من المميزات ما يستحق وهو في الأصل ضعيف لا يملك أدوات المهارة التي يدعي التميز بها؛ فقط لأنه وقع في مصيدة برنامج تدريب أوهمه بأنه يملك مهارة عملاقة ليست فيه، وبهذا أصبحت أغلب المؤسسات وميدان الأعمال حقلاً للتجارب وعدم استقرار الموظفين في أماكنهم ولم ينجح أحد.

بمناسبة «الشيلات» هناك شيلة وطنية حماسية أعجبتني جداً في كلماتها ومعانيها تقول: «يا كنترول سجل لنا أقوى دخول، حسب الدلايل والفعول، وأمن الوطن دونه جيوش بالثياب بالبدال نقدح طناخة من سطر ما همنا درب الخطر».