-A +A
خالد السليمان
رغم كل الجهود الجبارة التي قامت بها أجهزة الدولة لمواجهة أزمة جائحة كورونا، وفاعلية الإجراءات التي اتخذت للحد من تداعياتها صحيا واقتصاديا واجتماعيا، مما جعل المملكة تتصدر الدول الأكثر نجاحا في مواجهة إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في تاريخ البشرية، إلا أن كل تلك الجهود والإجراءات لم تكن لتحقق درجة النجاح الكاملة لولا الوعي المجتمعي الذي ساند هذا الجهود، وساهم في تحقق أهدافها !

وسرني أن يشيد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة د. محمد العبدالعالي بالدور الفاعل للوعي المجتمعي والتعاون الذي أبداه أفراد المجتمع بمختلف شرائحهم وفئاتهم والتزامهم بالإجراءات الاحترازية الذي انعكس إيجابا على الجهود المبذولة، ونجاح خطط خفض عدد الإصابات والحالات الحرجة وزيادة عدد المحصنين، فالعبدالعالي هنا لا يجامل المجتمع، بل يذكر بأهمية الشراكة التي تحققت في مواجهة هذه الأزمة بين مؤسسات الدولة والمجتمع ! هذه الإشادة بالتفاعل المجتمعي مع جهود مواجهة الجائحة سبق أن عبر عنها متحدثو الداخلية والتجارة وغيرها من مؤسسات الدولة، حيث كانت هذه الشراكة رهانا منذ اليوم الأول لاكتشاف حالات كورونا كوفيد-١٩ في المملكة !


لقد برهنت المملكة على أنها تملك أهم عناصر النجاح في هذه الأزمة التي أربكت الكثير من الدول المتقدمة، فقد كشفت عن القدرات الهائلة للدولة ومرونة اتخاذ القرارات وتأمين الرعاية الطبية وضمان استقرار سلاسل الإمداد الغذائية والدوائية وتوفير جميع احتياجات المجتمع من السلع الأساسية وحتى غير الأساسية، فيما كانت متاجر دول كبرى تعاني من شح الموارد، كما برهنت على أن المجتمع السعودي يملك الوعي الكافي لإنجاح هذه الجهود والمساهمة في نجاحها !

باختصار.. كانت تجربة مريرة، لكنها أكدت صلابة العود وقدرة التحدي وثقة الذات، والمضي بخطوات أكثر ثباتا نحو المستقبل !