-A +A
ريهام زامكه
(1)

تُرغمنا الحياة على التأمل والدهشة! وهذا ما يدفعني للتحدث مع نفسي قليلاً.. ومع الكتابة كثيراً في معظم الأوقات.. وأنا أتمنى أن لا أفتقدها أو تفتقدني ذات يوم.. أتمنى أن لا يحدث بيني وبينها خلل ما يبعدنا عن بعضنا.. حتى أستطيع التنفس بشكلٍ جيد.. فبيني وبينها علاقة ولقاء وموعد.. أمارسه كل يوم وأفرغ فيه كل طاقاتي.. ومشاعري وأحاسيسي.. وكل ما أريد قوله بصوتٍ عالٍ لا يزعج أحداً سوى بنات أفكاري المحترمات..


(2)

لستُ ثرثارة.. وكل من يعرفني جيداً يعرف أني إنسانة سمعية وأبدو هادئة.. أعطي أذني حقها وأستمع أكثر مما أتكلم.. لذا نادراً ما أشكي وأتشكى.. وما في قلبي ليس دائماً على لساني.. بل هو في مكانٍ آمن طالما لا حاجة لي بالبوح به.. فأنا أملك زمام أمري وعقلي ولساني أيضاً.. وربما حالي لا يهم أحداً سواي.. وسواي كفيلة بنفسي.. ونفسي لا تحب أحداً أكثر من نفسي..

(3)

الورق يصغي لنا أكثر من البشر.. لا يقطع حديثنا.. يصغي بطريقة مريحة.. ويفهم جيداً ما نقوله.. ونكتبه.. ونشعر به.. دون الحاجة لتبرير.. أو شرح.. فالكلمات تشاركنا الفرح والبكاء.. وتسير على الخط الذي نرسمه لها.. لا تحيد عنه أو تسلك مساراً آخر غير الذي نتبعه عند الشروع في كتابة شيءٍ ما.. وكأن الورق يشعر بنا ويقاسمنا اللحظة والحدث والموقف..

(4)

يتعسر جداً فصل هوية الكاتب عن المكتوب.. لكن ليس هُناك ما يدعو للقلق.. إن كنت أبدو (مختلة) عقلياً أو عاطفياً في بعض الأحيان.. ليس لدي شيء أخسره.. ولستُ متمسكة بشيء إلى الأبد.. فالواقع كان ومازال يثير دهشتي وشفقتي.. والحياة تستوقفني على الدوام.. لكني ما زلت مولعة بها..