-A +A
حمود أبو طالب
اللافت في السنوات الأخيرة أن اليوم الوطني لم يعد رمزاً للماضي فحسب بل للمستقبل، ولم يعد ذكرى لملحمة توحيد المملكة وتأسيس الدولة ومسيرة البناء خلال ٩١ عاما فقط، وإنما احتفال بالازدهار والاستقرار والنهضة الكبرى التي وصلنا إليها، والطموح الهائل الواثق بنهضة أكبر في المستقبل القريب. هناك فرق حين تحتفي بالماضي وأنت ما زلت على تخومه وأن تحتفي به وبينك وبينه مسافات شاسعة من التطور.

هناك عوامل كثيرة ساهمت في أن يكون اليوم الوطني بهذا الزخم الذي أصبحنا نشاهده، منها أنه أصبح عيداً للشباب وليس يوماً لذكريات الكبار، الشباب الذين يمثلون قرابة ٧٠٪ من المجتمع أصبحوا وقود هذا اليوم ووهجه وصوته العالي، إنه الجيل المحظوظ الذي لم يعش مرارة التعتيم على رمزية الوطن، الجيل الذي يشعر بأن الوطن يعمل من أجله، وهناك قيادة قريبة منه، تفهمه وتتحدث معه بلغته، ليس ذلك الجيل السابق الذي أتعبته اللغة المحنطة والفجوة الكبيرة، والوصاية عليه من الذين كانت تصيبهم كلمة الوطن بحساسية شديدة، فعملوا جاهدين على أن يكون معناه ضبابيا ملتبسا.


الاحتفاليات التي نشاهدها تزداد جمالاً وانتشاراً عاماً بعد عام هي وثيقة انتماء لا تقبل الانفصام، وطموح لا يقبل التراجع، وإصرار لا يقبل الانهزام لشعب جبار في إرادته.