-A +A
هيلة المشوح
بمناسبة الذكرى السنوية للحدث، لوّحت الإدارة الأمريكة قبل أسابيع بالإفراج عن وثائق سرية تتعلق بهجمات ١١سبتمبر ٢٠٠١م الدامية والتي تسببت بأضرار بليغة وراح ضحيتها 3000 شخص، 2600 منهم في برجي مركز التجارة العالمي، و125 في مبنى البنتاغون، و265 لقوا حتفهم على الطائرات الأربع المختطفة في عملية التفجير، هذا غير الأضرار المادية في البرجين ومبنى البنتاغون وما حولها، وتزامن مع هذا التلويح اتهامات مبطنة زج بالمملكة خلالها بصورة مستفزة وانطباع واحد وهو التوظيف السياسي للحدث بما يتواءم وسياسة الإدارة الأمريكية الحالية تجاه المملكة العربية السعودية.

يوم السبت الماضي ١١ سبتمبر كان هو اليوم المرتقب لرفع السرية عن بعض الصفحات من الوثائق المخفية، وفعلاً نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) الدفعة الأولى من هذه الوثائق، والتي تتكون من 16 صفحة ويستند محتواها إلى مقابلات مع مصادر صنفتها جهات التحقيق بأنها سرية ولم تفصح عن هويتها، وهنا يتبادر السؤال (أين رفع السرية إذاً؟)، وللحق لم يكن في هذا الإفصاح من جديد يدين السعودية كما ألمحت بعض المصادر السياسية الأمريكية، فكل ما ورد فيها هو تكرار واجترار لما سبق من التركيز على جنسيات المنفذين التسعة عشر وتحركاتهم ودراستهم إلخ، ولكن الشيء الثابت الوحيد في المسرح السياسي الأمريكي هذه الأيام بدءاً بمشهد أفغانستان والانسحاب المسرحي وتسليم طالبان الجمل بما حمل إلى الفصل المثير للوثائق السرية هو خروج زعيم تنظيم القاعدة (المصري) أيمن الظواهري لإحياء الذكرى العشرين لهجمات ١١ سبتمبر معتمراً الشماغ والزي السعودي، ويبدو أن هذا (الستايل) جاء لتكريس أكذوبة ربط الإرهاب بالمملكة!


موقف المملكة العربية السعودية من هذه الاتهامات الباطلة واضح وثابت منذ عام ٢٠٠٣ عندما طالب وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل «رحمه الله» من الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش بكشف كل ما جاء بالتقرير فليس لدى السعودية ما تخشاه، بل إن المملكة تطالب اليوم بإلحاح وعلى لسان وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان آل سعود بنشر تلك الوثائق، كما نشرت السفارة السعودية في واشنطن بياناً يرحب بالإفراج عن الصفحات السرية المخباة منذ عشرين عاماً!

أخيراً..

لدينا مثل شعبي يقول (جاك الذيب.. جاك وليده) ينطبق على من يحاول الابتزاز بتهديدات جوفاء بلا إثبات، وهو ما تمارسه الإدارات الأمريكية تجاه المملكة منذ تهديدات الرئيس السابق أوباما بقانون جاستا حتى التلويح اليوم بما يسمى بالـ «28 صفحة» والمهم في الأمر هل اهتزت المملكة أمام هذه الاتهامات؟ أم اهتزت صورة من أطلقها أمام العالم؟

الموضوع يا سادة مجرد «بربسة سياسية» تعودناها من أمريكا!