-A +A
رامي الخليفة العلي
شهدت الأيام الأخيرة تصعيدا خطيرا من قبل جماعة الحوثي الإرهابية عن طريق استخدام الصواريخ البالستية بعيدة المدى لاستهداف المنطقة الشرقية وخصوصا المواقع النفطية التابعة لشركة أرامكو، وكذلك استهداف المواقع المدنية في مدن الجنوب الغربي للمملكة. واللافت للنظر هو استخدام الطائرات المسيرة المفخخة، وكذلك الصواريخ البالستية بما يعتبر تصعيد الهدف منه إيصال رسائل إيرانية للمنطقة برمتها، عبر استخدام الجماعات الإرهابية التابعة لنظام الولي الفقيه والمنتشرة في المنطقة برمتها. قبل الحديث عن نظام الملالي لابد من الإشارة إلى أن تلك الهجمات الإرهابية التي تخرق القانون الدولي أهميتها لا تنبع من قيمتها العسكرية والميدانية بل هي وسائل سياسية، لأنها لم تنجح سابقا ولن تنجح لاحقا في إحداث ضرر حقيقي يغير المعادلة العسكرية، خصوصا أن الدفاعات الجوية السعودية كانت بالمرصاد للكثير من تلك الهجمات ولله الحمد، وما استطاع الهروب كان تأثيره محدودا للغاية. ولكن هذه الأعمال الإرهابية ذات أهداف سياسية ودعائية تلجأ إليها الجماعة الإرهابية في كل مرة تحشر في الزاوية. في الأيام والأسابيع الماضية توالت الانتكاسات الميدانية على الجماعة الإرهابية ووقع عناصرها في كمائن سقط فيها أعداد كبيرة منهم قتلى وجرحى، وما زاد من تداعي الروح المعنوية لإرهابيي الجماعة الفشل الذريع في مآرب، حيث نجحت المقاومة والشرعية في رد الغزاة إلى نحرهم. أما المتغير الأكبر فكان في طهران، حيث وصلت قيادة متطرفة لطالما سامت الإيرانيين قبل غيرهم سوء العذاب وكان زعيمها سوط الملالي في أحكام الإعدام التي طالت أعدادا كبيرة من المعارضين. القيادة الجديدة ترى أن الجريمة هي الطريق الوحيد لتنفيذ سياستها، فكانت أن أوعزت إلى ذيولها في صنعاء لتوجيه رسائل الدم، لكي تستكمل الصورة المتعجرفة التي حاول وزير الخارجية اللهيان أن يوصلها في بغداد. تعنت في مفاوضات فيينا، وعنجهية وتكبر في العراق واعتبار إيران لهذا البلد غنيمة حرب، حيث عانى شعبه الويلات من النظام الإيراني المارق. جرائم بالجملة في سوريا حيث تم الدفع بالمليشيات الإرهابية إلى درعا خلال الأيام القليلة الماضية للفتك بسكان درعا البلد الصابرين. بالمقابل لا تزال مليشيات حزب الله الإرهابي تعربد في لبنان وجعلت بلاد الأرز برمتها رهينة بيد الجماعة الإرهابية. هذه هي معالم سياسة النظام الإيراني في منطقة الشرق الأوسط في عهد رئيسي.

لم نكن نتوقع أن يكون الحال مختلفا فنحن أخبر الناس بالنظام الإيراني وجرائمه، ولكن النظام الإيراني ليس وحده المسؤول، من رفع جماعة الحوثي الإرهابية من قائمة المنظمات الإرهابية التي تصدرها وزارة خارجيته، ومن أعلن فتح الطريق نحو السلام وتعهد بإيقاف الحرب في اليمن دون أن يعي أن المسألة تتجاوز بكثير جدلا انتخابيا. من يتعامل برخاوة لافتة للنظر مع إيران ومليشياته. إنها إدارة الرئيس الأمريكي بايدن التي فشلت حتى الآن في تقديم مقاربة تقنع الحلفاء والخصوم بجدوى سياسة الإدارة وإمكانية تحقيق أهدافها، بل يبدو أن عار أفغانستان سوف يطبع سياسة الإدارة حتى في الملفات الأخرى. نعم في الليلة الظلماء يفتقد الرئيس السابق دونالد ترمب.