-A +A
حمود أبو طالب
من الطرقات الترابية الوعرة إلى أحدث شبكة طرق في مكة والمشاعر، من ضيق المساحة وتكدس الحجيج إلى أكبر توسعات متتالية في التأريخ يحرص عليها كل عهد سعودي، من الخدمات اليدوية المتعبة إلى الروبوت والذكاء الاصطناعي، من الخوف والهلع في السفر إلى الأمن الكامل الشامل، من شبح الموت من الأوبئة والزحام إلى أحدث منظومة صحية مجانية جاهزة حتى لعمليات القلب المفتوح وجراحات الدماغ وغيرها من التدخلات المعقدة، من الإجراءات الورقية وتكدس الإضبارات إلى الخدمات الإلكترونية بضغطة زر ينفذها الحاج قبل قدومه. من اللا شيء تقريباً إلى كل شيء بأحدث وأسرع الوسائل.

أشياء يصعب حصرها أُنجزت خلال عقود قليلة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة لخدمة الحجاج والمعتمرين، وقد كان الحج بالذات يمثل تحدياً كبيراً كل عام، لكن الدولة كانت تتحدى نفسها بمجرد انتهاء الموسم بتقييم خدماتها لتكون على وجه أفضل في الموسم القادم، مئات المليارات تم إنفاقها دون تردد حتى في أصعب الظروف الاقتصادية التي مررنا بها، لأن الحرمين الشريفين والمشاعر استثناء غير خاضع لترشيد الصرف، وخدمتها تتقدم على أي مجال آخر وفاءً بالتزام المملكة تجاه المسلمين في كل بقاع الأرض، وربما لا يعرف الكثير من خارج المملكة أن الدولة بكل أجهزتها وكوادرها وإمكاناتها تنتقل إلى مكة المكرمة والمشاعر قبل بدء موسم الحج وحتى مغادرة الحجيج، أي أن هناك حكومة كاملة تشرف مباشرةً على كل صغيرة وكبيرة، وبإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين.


لطالما حاولت عناصر الشر تخريب الحج والإضرار بأمن الحجيج لكن المملكة بتوفيق الله استطاعت قطع دابر المخربين، ولطالما زايد المنافقون على شرف خص الله به هذه البلاد لكن نواياهم تكشفت واتضح لكل المسلمين سوء طويتهم وخبث مقاصدهم، وهكذا تستمر بلاد الحرمين الشريفين ترحب بضيوف الرحمن وتسخر لهم الغالي والنفيس لتكون رحلتهم الإيمانية محفوفة بالأمن والصحة والسلامة والأمان.