-A +A
حمود أبو طالب
أطلقت الميليشيا الحوثية ١٧ مسيرة مفخخة على المملكة يوم السبت وكأنها تحتفل بفوز الرئيس الإيراني الجديد، أو بصيغة أدق هي رسالة إيرانية بهذه المناسبة لأن الحوثيين ليسوا سوى منفذين، وكأن إيران تدشن مرحلة رئيسها الجديد بالتأكيد على استمرار سياستها في إدارة الملفات التي تستحوذ عليها وتديرها في بعض الجوار العربي من خلال التنظيمات الميليشياوية التابعة لها.

هذا الهجوم الكثيف في هذا التوقيت لا يتيح فرصة لأدنى قدر من التفاؤل بالحوار الذي يشاع أنه يجري الآن مع إيران، ولا يعطي مصداقية لتصريحات بعض مسؤوليها مؤخرا حول رغبتها في تفاهم إيجابي مع الجوار العربي، والمملكة على وجه الخصوص. كما أنه يؤكد ثبات الأسس التي تقوم عليها السياسة الإيرانية رغم الإيحاءات التكتيكية المخاتلة بقابليتها للمرونة والحوار، والتي تناور بها في أوقات معينة، كما فعلت خلال الانتخابات الأخيرة، ويوم إعلان الرئيس الجديد المنتمي إلى التيار المتشدد العنيف رتبت مهرجان إطلاق عدد كبير من المسيرات المفخخة باتجاه المملكة، وكأنها تعلن حقيقة سياستها القادمة مع الرئيس الجديد، التي تدحض كل ادعاءاتها برغبتها في الوصول إلى حلول لمشاكلها معنا. ولو اقتصرنا الحديث عن الملف اليمني فقط فإن كل الأحداث خلال الفترة الأخيرة تؤكد توجيه إيران للحوثيين برفض محاولات تفعيل الحلول السياسية للأزمة، وتعطيل المبادرات الأممية والوساطة العمانية، والتصريح بأن الحرب هي خيارهم الوحيد كما صرح الناطق الرسمي للجماعة الحوثية مؤخراً.


هذه هي إيران التي تربت أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون على أكتافها ويقدمون لها التنازلات المتتالية رغم كل همجيتها ومشروعها التخريبي في المنطقة وخارجها، فهل يمكن أن يثق عقلاء العالم بأنها دولة تريد السلام؟