-A +A
خالد السليمان
أعلن سائق العائلة الذي يعمل معي منذ ٢٠ عاما رفضه القاطع تلقي لقاح كوفيد ١٩، ولم تفلح أي جهود لإقناعه بتغيير رأيه سواء من أهل البيت أو أهل الحارة، فاللقاح من وجهة نظره غير مفيد ولن يحمي من الإصابة بالعدوى، احترمت رغبته، لكن حذرته بأنه سيكون قريبا من المعزولين في المجتمع !

شخصيا لا أفضل وجود شخص يتعامل مع أسرتي غير محصن ومعرض للإصابة بالعدوى، وأشجع دائما على تلقي اللقاح، لكنني محتار أخلاقيا بين الانحياز لمصلحة المجموعة بأن يكون اللقاح ملزما أو احترام حرية الفرد في رفض اللقاح، وعندما صرح وزير الإعلام المكلف د. ماجد القصبي أول أمس أنه لا إجبار لأحد على أخذ اللقاح، أشار إلى أن المملكة اتخذت لحماية صحة الإنسان إجراءات احترازية صارمة !


لكننا نجد أن العديد من قطاعات الأعمال فرضت شرط تلقي اللقاح لمباشرة العمل والحضور مثل قطاعي التعليم والرياضة، كما أن هناك بيانات رسمية حددت مواعيد قادمة لاشتراط التحصين لدخول بعض الأماكن العامة والأسواق، أي أن اللقاح سيكون في النهاية إجباريا بحكم الأمر الواقع ـ فالخيار سيكون إما العزلة أو تلقي اللقاح !

لا أظن سائقي وغيره من الرافضين سيتمسكون طويلا برفضهم اللقاح، فالوقت كفيل بتغيير القناعات، كما أن واقع مأمونية اللقاح يتعزز مع مرور الوقت !

باختصار.. كل من يعيش على أرض المملكة محظوظ بامتلاك فرصة لا تتوفر لمئات الملايين في بلدان أخرى تفتقر للقاح، ففي السعودية وحدها سواء كنت مواطنا أو مقيما: افتح تطبيق «توكلنا» وتدلع في اختيار مكان وموعد تلقي لقاحك !