-A +A
سلطان الزايدي
إن الأدوات المكتملة في منافسات كرة القدم القوية تكسب وهذه حقيقة لا تقبل الشك، وقد تكون قاعدةً أساسيةً لأي فريق، لكن السؤال ما هي تلك الأدوات المراد اكتمالها لأي فريق؟

الجواب الذي يتبادر إلى ذهن أي شخصٍ هو: وجود إدارةٍ جيدةٍ ملمّةٍ بالعمل الرياضي المرتبط بكرة القدم، ولديها الخبرة الكافية حتى تكون في هذا الموقع، وكذلك وجود الجهاز الفني المتكامل الذي يناسب فترة المنافسة وتحقيق الإنجازات؛ لأن الأجهزة الفنية لا تملك جميعها فكر المنافسة وتحقيق الإنجازات، فهناك جهازٌ فنيٌّ يمتاز بالبناء والتأسيس لفريق قويٍّ في المستقبل، وهذه النوعية من المدربين ليس من أهدافهم تحقيق الإنجازات وحصد البطولات، لكن هل هذه الأدوات تكفي لكي يحقق الفريق الإنجازات؟


في تصوري -ونظرة على دورينا- لا أظنها تكفي؛ لأن هناك عوامل أخرى تساعد على تحقيق الأهداف المرجوّة لأيّ فريق كرة قدم في دوري المحترفين، فقد يحقق فريقٌ لا يملك الإمكانيات الكبيرة ولم يسبق له أن حقق إنجازاً كبيراً، كما فعل الفيصلي في بطولة كأس الملك الأخيرة، وقبله التعاون، والفتح حين حقّق بطولة الدوري في 2012م، إلا أن هذه الأندية تفتقد إلى الاستمرارية في حصد الألقاب، وقد تخدمها الظروف لتحقّق إنجازاً مرة في كل 10 مواسم، لكن من الصعب أن يستمروا في تحقيق الإنجازات بهذه الأدوات فقط، أي أننا لو أخذنا النصر والهلال والاتحاد والأهلي كأنديةٍ كبيرةٍ تتفوق في الإمكانيات المادية، سنجدها في كثيرٍ من الأحيان تخسر مع أنديةٍ أقلّ منها بكثيرٍ في الإمكانيات، فالهلال وهو بطل الدوري خسر من أنديةٍ تصارع على الهبوط هذا الموسم، لكنه نجح في النهاية في تحقيق البطولة؛ لهذا يجب أن يكون هناك سؤالٌ مهمٌّ في هذا الجانب: لماذا حالة الاستمرارية في حصد البطولات مستمرةٌ عند الهلال وغائبةٌ عند أنديةٍ أخرى، رغم أن حجم الإنفاق متساوٍ مع الأندية الكبيرة تقريباً؟

هذا السؤال من الطبيعي أنه سيخضع لعدة عوامل، كاستكمال للعوامل السابقة والتي لا تحصل إلا للهلال فقط، ولعل من أهمها: القوة الإعلامية الكبيرة التي يحظى بها الهلال، والتي تبقي الفريق الهلالي في حالةٍ معنويةٍ مرتفعة، وفي حالة الإخفاق يقوم الإعلام نفسه بدوره في عملية التوبيخ -إن صحَّ التعبير- ومحاسبة كلّ منظومة العمل داخل النادي، والدليل ما حدث بعد البطولة الآسيوية، والتي تأهّل لها الهلال بمساعدة الأهلي السعودي؛ لذا فالعمل الإعلامي مهمٌّ، ويساهم في دفع عجلة الإنجازات لأيّ نادٍ.

إن هيبة الهلال بتاريخه الشرفي والإعلامي لا تترك له المجال لأن يبتعد عن المنافسة وتحقيق الإنجازات، حتى أثناء المنافسة تجد أن التحكيم واللجان المنظمة يعيشون حالة توترٍ كبيرةٍ حين تظهر قضية تخصُّ الهلال، وكذلك حين يلعب الهلال أيّ مباراةٍ يعيش حكم المباراة -محليّاً كان أو أجنبيّاً- حالةً من التوتر، وبعضهم يصل لمرحلة الرعب من وقوعه في خطأ يؤثر على مسيرته التحكيمية، لهذا الهلال يتفوق بهيبته مهما كان مستواه.

* صنع الهيبة في منافسات كرة القدم يحتاج لذكاء وقبل الذكاء لأرضٍ صلبةٍ لا يمكن أن تهتزّ أو تضعف!

ودمتم بخير،،،