-A +A
سلطان الزايدي
يعيش دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين فترة الصراع الأقوى في الجولات القادمة، فالمنافسة على تحقيق الدوري ما زالت قائمة بين أصحاب المراكز الأولى في سلم الترتيب، وفرصة الظفر بالمقعد الآسيوي أيضًا ما زالت قائمة لأكثر من ناد، وصراع الهبوط قد احتدم بين فرق الوسط والفرق الأخيرة، فما زال الكثير من الأندية يعيشون حالة التوتر، ويسعون لتأمين موقفهم في سلم الترتيب، وبمجرد ما نلقي نظرةً على ترتيب الدوري يتبادر إلى ذهن أي مشجع -مهما كان مركز فريقه- حتمية أن أي خسارة لأي ناد ستشكل ضغطًا كبيرًا عليه، وقد يفقد كل أهدافه بسبب تلك الخسارة؛ لذا من الواضح أن الجولات القادمة ستشهد حالةً من التوتر والقوة والإثارة داخل الملعب، وستلعب الخبرة الدور الأكبر في كثير من المباريات.

فالهلال أصبح الأكثر حظوظًا لتحقيق بطولة الدوري هذا الموسم، وهم يدركون أن أي تعثر ولو بالتعادل سيكلفهم الكثير، وسيضعهم تحت الضغط في الجولات المتبقية، وكما هو متعارف عليه في عالم كرة القدم تكون الضغوط في بعض الأحيان سببًا مباشرًا في فقدان الكثير من النقاط، خصوصًا إذا أصبح المنافس يلعب أمامه مباراة تحصيل حاصل وبعيدًا عن أي ضغوط نفسية؛ لذا سيعتمد الهلال على خبرته لتجاوز الجولات القادمة.


الشباب ينتظر خسارة الهلال مع حرصه الشديد على كسب كل اللقاءات المتبقية، وكذلك الاتحاد الذي بات يخشى على المقعد الآسيوي من القادمين من الخلف مثل التعاون والنصر وغيرهم، والواضح أن عين الاتحاديين على تحقيق الدوري، والعين الأخرى على المركز الثاني أو البقاء ثالثًا والحصول على البطاقة الآسيوية، وهناك تفاصيل ربما تكون أكثر قوة حين يشتد صراع الهروب من الهبوط.

إن الحقيقة المهمة المقرونة بالواقع والجديرة بالطرح هي: أن التنافس حين يستمر في أي دوري في العالم إلى الجولات الأخيرة ما بين تحقيق البطولة وضمان المراكز المؤهلة لمشاركة قارية، وصراع الهبوط هو مؤشر رائع يدل على قوة الدوري، وأن الكل قد بذل مجهودًا كبيرًا على كافة الأصعدة فنيًا وإداريًا، ومن خلال هذه المعطيات تتشكل قوة الدوري ومدى ارتباط الجماهير بمتابعته، لقد اعتدنا ومنذ موسمين على قوة الدوري والنتائج الدراماتيكية التي تكون أحيانًا خارج سياق الواقع كما يتصورها البعض لفرق الإمكانيات بين بعض الأندية في دوري الأمير محمد بن سلمان، لكن أن تتوقع النتيجة وتضمنها هذا أمر صعب ومربك لأي مشجع، فاليوم كل الأندية قوية، ولولا الجائحة لكنا سنشاهد الإثارة الجماهيرية التي تضيف لقوة الدوري، وقد تكون سببًا في بعض النتائج من خلال المآزرة والتشجيع لأنديتها.

عمومًا -وهو المهم- أن دورينا ومسابقاتنا الكروية تسير في الطريق الصحيح، وسيصبح دورينا من الدوريات الكبيرة التي تستحق المتابعة، وانتظار نتائجه، ومع الوقت سيكون سببًا لاستقطاب الكثير من النجوم المهمين في العالم، فبوادر النجاح اليوم تثلج الصدر.

ودمتم بخير،،