-A +A
أسامة يماني
نعم يستطيع الإنسان أن يحقق كل يوم هدفاً لو جعل أهدافه بسيطة في متناول اليد. بهذه الطريقة يصبح الإنسان منتجاً ومتجدداً، فلو جعل هدفاً من أهدافه قراءة يومية عميقة حرة لمدة عشر دقائق، لتمكن من تحقيق هذا الهدف بيسر وسهولة.

ليكن هذا الأسلوب الطريق لكل الأمور الحياتية؛ حقق هدفاً صغيراً في العمل وفي المنزل والأسرة والأصدقاء وعلى كافة الأصعدة وسيملأ التغيير والتطوير والتجديد والنجاح الحياة.


تعلم الحروف هي التي تقود لقراءة الكتاب، فالرحلة تبدأ من خطوة على الطريق الصحيح، والشجرة الكبيرة كانت بذرة صغيرة.

يقول الفيلسوف إدموند هوسرل: «في العمل الفلسفي عقدت العزم على أن أتخلى عن الأهداف الكبرى، وأن أعتبر نفسي سعيداً إن تمكنت ببساطة، هنا وهناك، من إيجاد موطئ قدم على قطعة صغيرة جداً من أرض صلبة، في المستنقعات الضبابية المتقلبة. هكذا انتقلت في حياتي من يأس إلى يأس، ومن تماسك إلى تماسك».

الأشياء الصغيرة تصنع الفرق، يقول فيودون دوستويفسكي: «إنني من أكثر الناس صعوبة، لأنني ممن يهتمون بالأشياء البسيطة، وتسعدهم التفاصيل الصغيرة، ولا أحد يهتم لمثل هذه الأشياء».

والأخطار تأتي أيضاً من الأخطاء الصغيرة؛ يقول المتنبي:

كلُّ الحوادثِ مبدأُها من النظر

ومُعظَمُ النارِ مِنْ مُستَصْغرِ الشَرِرِ

كْم نظرةٍ فعلتْ في قلب صاحبها

فِعْلَ السهامِ بلا قوسٍ ولا وتـرِ

والمرءُ ما دامَ ذا عينٍ يُقَـلِبُها

في أَعينِ الغِيرِ موقوفٌ على خَطرِ

يَسرُّ مُقلَتَهُ ما ضرَّ مُهجَـتَهُ

لا مرحباً بسرورِ عادَ بالضـررِ.

وسر السعادة الأسكندنافية تكمن في كلمة «Hygge» التي ظهرت في القرن الثامن عشر في الدنمارك، التي تعني بشكل عام أن نُولي الأمور اليومية الصغيرة اهتماماً ونستمتع بها، ولا ندعها تمر دون أن نُلاحظها، إنها النظرة الإيجابية للحياة، لكل المواقف اليومية.

حقق نجاحاً جديداً من خلال أهداف صغيرة. واستمتع بها بشكل إيجابي. دع الجمود فقد خلقنا للحركة. داوم على السير ليصل بك الطريق. عش سعيداً وحقق أهدافك اليومية وازدهر مع نجاحاتك.