-A +A
عبده خال
مع وفاة الطيار أشرف أبو اليسر، تم دلق براميل القاز -من كل وسائل الإعلام- لإحراق الفنان محمد رمضان.

وزادت رغبة الحرق حينما استخف الفنان ذاته بقرار المحكمة القاضي بتغريمه 6 ملايين جنيه، بعد أن نشر فيديو له على متن طائرة يقودها الكابتن أبو اليسر، الذي تأذى بسبب ذلك المقطع المبثوث، فتم شطبه مِن عمله، وسحب رخصة القيادة، ومنعه تماماً من قيادة أي طائرة، هذا الحكم القضائي قابله رمضان بنشر مقطع لفيديو وهو ينثر الأموال داخل مسبح، فاستفز من لم يستفز، وجاءت وفاة الطيار أبو اليسر ضربة قاصمة لأي تعاطف مع الفنان محمد رمضان، خاصة أن وسائل الإعلام جمعوا حطب الحريق، مؤكدين أن الطيار مات بسبب الانهيارات النفسية التي انعكست على صحته، وعجّلت بموته.


ومن فترة ليست بالقصيرة، وسيرة محمد رمضان تعيش داخل تنور يلفح بجمرات مستعرة من الرفض لسلوكه، وفي نفس الوقت تعيش سيرته في جنة إقبال الناس على أدائه التمثيلي المتميز.

فهل أستطيع تحميل وسائل الإعلام بأنها مسوقة للقبح، فالفنان محمد رمضان كان ضحية للزمن الاستهلاكي القائم على نشر التفاهة، وإذا كان ظهور محمد رمضان (في بدايته) لكي يحل مكان أحمد زكي (المصنف كأحد المتميزين) إلا أن الإحلال كان زمنه مغايراً للتميز، فحل في خانة القبح، بسبب تغير أدوات الإقبال على الأجمل، حين تم تسوق القبح، فرغبة رمضان كانت تتطلع للتميز، إلا أن السوق الاستهلاكي جذبه إلى الرداءة، ولعدم إدراكه لقوته التمثيلية انطلق في مشوار (بث الهيافة)، ونقول الآن إنه رمز أو علامة مسجلة في ذهنية المشاهدين بأنه باث جيد لرداءة سوق الدراما، هذا على مستوى البلطجة أو بمعنى أصح الورق المكتوب (السيناريو) الذي غرق أيضاً في رداءة تقديم الجانب السيئ في المجتمع، ومع ذلك لا يمكن إنقاص الفنان محمد رمضان مقدرته التمثيلية العالية.

ومع كل التداخلات في قضية الطيار أبو اليسر، أجدني ميالاً على تحميل جهة عمله مسؤولية الانهيارات النفسية التي أدت إلى الوفاة، إذ كان بالإمكان تفهم دخول رمضان إلى كبينة القيادة أمراً طارئاً حدث على غير المتوقع من الطيار، وهذا الطارئ لا يستوجب الفصل وسحب رخصة الطيار مدى الحياة، خاصة أن التحقيقات أثبتت أن الطيار فوجئ بدخول رمضان إلى كبينة القيادة، والعقاب كان كافياً لوم الطيار، وأن تقوم هيئة الطيران برفع قضية على محمد رمضان لاقتحامه كبينة القيادة.

فيا أيها الناس:

خففوا حريقكم عن ممثل متميز، مشكلته بأنه لا يعرف كيف يقود موهبته!