-A +A
خالد السليمان
لم تحسم منظمة الصحة العالمية أن تكون «ووهان» الصينية مصدرا لفايروس كورونا المستجد. وقال تقرير صادر عن المنظمة إن فريق بحثها الذي زار الصين لم يعثر على أي دليل على أن «ووهان» هي المنشأ الأصلي لـ«كوفيد ١٩» !

التقرير قد يخفف الضغط الإعلامي على الصينيين لكنه لن يخفف الضغط السياسي، فجائحة كورونا سُيست منذ البداية واستخدمت في مناكفات وصراعات الدول الكبرى على النفوذ، كما أن المؤمنين بنظرية المؤامرة لن يقنعهم تقرير منظمة الصحة العالمية التي برهنت على ضعف كفاءتها في التعامل مع الأزمة، فالفايروس لم يظهر من العدم، فكل شيء لا بد أن يكون ولد في مكان معين ووقت محدد سواء بشكل طبيعي أو مفتعل، لذلك سيبقى السؤال مطروحا: أين ومتى وكيف ظهر فايروس كوفيد ١٩ ؟!


العالم الذي انشغل بإيجاد اللقاحات للتصدي للآثار المدمرة للوباء على العالم وتسبب في شل حركته وتقطيع أوصاله وتدمير اقتصاده، سيجد نفسه في النهاية وبعد السيطرة على الجائحة أمام تحديات أكبر ومسؤوليات أعظم، ليس لمعرفة كيف استطاع هذا الفايروس إرباك الكوكب خلال أسابيع معدودة وإنما للاستفادة من التجربة في مواجهة مستقبل يبدو عاجزا وقليل الحيلة أمام المجهول، فالعالم الذي سيطرت الجائحة على تفكيره بدأ يفكر تحت وقع تحذيرات العديد من العلماء من أن كوفيد ١٩ لن يكون آخر وباء يجتاح العالم ويسأل نفسه: وماذا بعد، ما هو الوباء القادم ؟!

باختصار.. قد يُقيد كوفيد ١٩ ضد مجهول، لكن المجهول الحقيقي ما يحمله المستقبل للبشرية !