-A +A
خالد السليمان
كنت على مائدة عشاء في مدينة سياتل عندما أعلن فوز ترمب بانتخابات الرئاسة الأمريكية عام ٢٠١٦م، شكل الخبر صدمة لرفقة العشاء الأمريكيين، فقد كان فوز هيلاري كلينتون شبه مؤكد ولا أحد توقع أن يفعلها ترمب، بعد العودة للفندق شهدت الشوارع القريبة تجمهر محتجين وأعمال عنف لم تتوقف حتى ساعات الصباح المبكرة !

في اليوم التالي أفاقت أمريكا على حقيقة أن دونالد ترمب بات رئيسا لأمريكا، وكنت وقتها حزينا لخسارة كلينتون، فترمب أظهر عدوانية تجاه السعودية في حملته الانتخابية، كما أن نزعته اليمينية كانت مصدر قلق، لكنه في النهاية أظهر أداء مختلفا وقدم للأمريكيين إدارة ناجحة اقتصاديا وأمنيا، ولأول مرة منذ عقود لم تخض أمركيا حربا خارجية، غلطته الوحيدة أنه استخف بخطورة جائحة كورونا، وظن أنها عاصفة عابرة، لكنها كانت عاصوفا عصف بكل إنجازاته الاقتصادية، وفي النهاية يلعب الوضع الاقتصادي ليلة الانتخابات المؤثر الأول في تصويت الناخب الأمريكي !


هذه المرة أحزن لخسارة ترمب كما حزنت لفوزه قبل ٤ سنوات، فالقلق يساورني من أن تكون إدارة بايدن نسخة من إدارة أوباما الذي اتبع سياسة شرق أوسطية لم تخدم مصالح بلادي وتسببت في تعميق أزمات المنطقة والسماح لإيران بالتحرر من قيودها وممارسة سياسة عدائية تسببت في الكثير من الدمار للمنطقة !

لكن الحقيقة أيضا أن المملكة واجهت فترة أوباما بصلابة ونجحت في تجاوزها، وستفعل الشيء نفسه مع أي رئيس لأمريكا، ففي النهاية ستدافع عن مصالحها وستفرض واقعية المصالح نفسها على سياسة أي إدارة أمريكية تجاه السعودية الرقم الذي لا يمكن تجاوزه في الكثير من الملفات الدولية كالطاقة والأمن، واستقرار المنطقة !

وبرأيي أن بايدن سيجد أنه يواجه شرق أوسط مختلفا تماما عن شرق أوسط أوباما، فإيران كشفت تماما عن خطورتها، والتطبيع العربي مع إسرائيل سيفرض تأثيره على السياسة الأمريكية تجاه الدول العربية وخاصة دول الخليج العربية، كما أن هناك لاعبا جديدا في المنطقة هو روسيا !

باختصار.. ستمضي فترة رئاسة بايدن كما مضت فترات جميع الرؤساء السابقين وتبقى المصالح المشتركة عنوانا ثابتا للعلاقات الأمريكية السعودية !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com