-A +A
منى العتيبي
في أعلى قمة على جبال الهدا وفي نظرة رميتها للمدى، هناك كنت أشعر بأنني قد تسيدت العالم كوني سعودية، كان المكان جميلاً حد الفتنة، يحث القصيدة على الارتجال ويستدرج الأصابع للرسم ويغسل حزن الحزين ويتمكن الفرح من خلاياك كلها وأكثر من ذلك.

كل ذلك الجمال لا يخدشه غير افتقاره للخدمات العامة من دورات مياه إلى أماكن آمنة لذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها، حيث لا تجد به سوى عربات تبيع الشاي والذرة. وكنت أتساءل حينها، أين الخدمات العامة عن مثل هذا المكان الآسر والساحر في جماله؟! ويا ترى كم من مكان أكثر فتنة في بلادي تنقصه الخدمات العامة؟


في الواقع لدينا خدمات عامة على طرق السفر وفي الأماكن العامة وبعضها لا يوجد، كما أن بعض الخدمات المتوفرة ينقصها الاهتمام والعناية والجاهزية لاستقبال السائح والزائر والعابر، وتحتاج للصيانة الدورية؛ لذلك أرى أقصر حلٍّ لكي تكتمل منظومة العناية بها والتوسع في إنشاء الخدمات العامة هو تخصيص الخدمات العامة؛ بمعنى أن يتم تشغيل هذه الخدمات على أيدي شركات وطنية أو أفراد من المواطنين لديهم الرغبة في تكوين مشاريعهم الخاصة نحو ذلك وتحت إشراف حكومي ووفقاً للمنظومة التطويرية التي حددتها رؤية المملكة 2030.

وحتماً سيسهم نظام خصخصة الخدمات العامة في الاستفادة من الكوادر الوطنية وتشغيلها في الأماكن السياحية، وبالتالي توفير الوقت والجهد في العناية بهذه الأماكن ونظافتها؛ وخصوصاً المساجد التي تقع في الأماكن السياحية والطرق العامة العامرة بكثرة المسافرين والزوار، حيث يمكن للجهة المخصصة لها أن تكثف عنايتها بهذه المساجد وتنظيمها، ويمكنها الاستفادة واستثمار المساحات حول هذه المساجد بما يعود عليها بالنفع، كما ستكون هناك فرصة استثمارية تدعم الحراك الاقتصادي الوطني داخل البلاد والإسهام في تأهيل وتطوير الخدمات العامة وفق طموحات الرؤية السعودية نحو المدن الذكية، إضافة إلى التخفيف من عبء الإنفاق على ميزانية الدولة وتقليص حجم الإنفاق وتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي وارتفاع مستوى التنمية السياحية.

ختاماً: أعود لأعلى قمة في الهدا وأدعوكم لتجربة الشعور المختلف الذي لن تخرجوا منه إلا بقصيدة مختلفة.

كاتبة سعودية

monaotib@

Mona.Mz.Al@Gmail.Com