-A +A
حمود أبو طالب
هذه المدينة التي تربطني بها علاقة وثيقة حميمة منذ أيام الدراسة الجامعية وبداية العمل، لم أعد قادراً على استيعابها بعد سنوات طويلة على الانتقال منها، كلما زرتها أجدني تائهاً فيها، وبعد أن كنت أحفظ شوارعها وأجوبها من جنوبها إلى شمالها ومن شرقها إلى غربها، أصبحت الآن غير قادر على الإحاطة بتفاصيلها وهي تتسع وتتمدد في كل الاتجاهات. الرياض تتحول إلى مدينة عالمية بكل المقاييس، وفي أحيان يخال لي في بعض مجمعاتها الحديثة أنني في وسط نيويورك أو طوكيو أو سنغافورة أو ما شابهها من المدن العملاقة.

لكن الرياض لا تتوسع عمرانياً فقط، بل تتوسع اقتصادياً وسياسياً وثقافياً واجتماعياً لتليق بكونها عاصمة السعودية الحديثة، فالذي تتكرر زياراته للرياض يلمس الزخم الكبير الذي لا يتوقف فيها. الجلوس في بهو أحد فنادقها الكبرى يكشف زائريها من رجال الأعمال ووفود الشركات العالمية في مختلف المجالات، أصبحنا نسمع اللغة الصينية والروسية والكورية إلى جانب الإنجليزية والفرنسية، ونشاهد رجال الأعمال والمسؤولين السعوديين في سباق مع الوقت لإنجاز الملفات الضخمة في اجتماعاتهم مع المستثمرين الذين يرون في المملكة أفضل بلد للاستثمار المستقبلي.


الأخبار التي تتوالى بشكل شبه يومي عن قرارات جديدة تتعلق بالاقتصاد من إنشاء كيانات جديدة وتحالفات واندماجات وشراكات محلية وعالمية تدير مئات المليارات تجعل من الرياض مدينة جذب للدخول في استثمارات تنتشر في كل مناطق المملكة.

الرياض مثلما هي عاصمة ثقل سياسي فإنها الآن قطب من أقطاب الاقتصاد العالمي تتجه إليه الاستثمارات الضخمة كدليل على الاستقرار السياسي والأمني ومرونة الأنظمة والتشريعات والبيئة الاجتماعية التي أصبحت مؤهلة للاندماج الإيجابي مع العالم.

habutalib@hotmail.com