-A +A
علي محمد الحازمي
في مقال سابق بعنوان «الانضمام إلى تحالف الآسيان» تحدثت فيه كيف أن التنين الصيني حتى في أحلك الظروف الاقتصادية العالمية يفتش عن الفرص والسيادة العالمية؛ حيث استطاع إقناع عشر دول من الآسيان، بالإضافة إلى خمس دول أخرى في آسيا والمحيط الهادئ، بالتوقيع على اتفاقية تعد أكبر صفقة تجارية في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي، ها هو اليوم على مقربة من توقيع اتفاقية استثمار مع الاتحاد الأوروبي من المرجح أن تجعل اقتصادات الكتلتين أكثر ترابطا من ذي قبل مستغلاً الظرف الصحي الذي تمر به أوروبا، إضافة إلى الظرف الاقتصادي والسياسي بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

هذه الاتفاقية ستفتح آفاقاً كبيرة بين الصين والاتحاد الأوروبي من حيث فتح الأسواق الصينية أمام الاستثمار الأوروبي والعكس صحيح، اليوم تصنف الصين بالفعل على أنها ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي، حيث تقدر قيمة تجارة البضائع ثنائية الاتجاه بأكثر من مليار يورو يَوْمِيّاً.


أمريكا ترى أن العالم لا يجب أن يقاد بقيادة ثنائية ولا بد من تربعها على عرش السيطرة العالمية، لذلك كان من الطبيعي أن تثير هذه الاتفاقية الاستثمارية الشاملة بين الاتحاد الأوروبي والصين غضب إدارة بايدن القادمة في الولايات المتحدة، والتي طلبت علناً بتشاور معها قبل أن تمضي بروكسل قدماً في الصفقة.

الاتحاد الأوروبي بدأ يخلع ثوب الخوف الذي ألبسه إياه ترمب، لذلك بعد هزيمة ترمب في الانتخابات يعتقد الاتحاد الأوروبي أن هذه هي اللحظة المثالية لتأكيد استقلاله في سياسته تجاه الصين.

أوروبا ليست على استعداد لمزيد من الخسارات وذلك بعد أن تأثرت بخروج بريطانيا سادس أقوى اقتصاد في العالم من الاتحاد الأوربي «بريكست»، لذلك يرى الاتحاد الأوروبي أن مصلحته تكمن في التحالف مع الصين في الوقت الحاضر بدلاً من التحالف مع أمريكا ضد الصين.

كاتب سعودي

Alhazmi_A@