-A +A
حمود أبو طالب
بحمد الله تدل المؤشرات على نجاح السيطرة على فايروس كورونا لدينا، فأرقام الإصابات في تناقص مستمر وحالات التعافي في زيادة واللقاح سيكون متوفراً خلال فترة قصيرة، ولكن هل يعني كل ذلك أننا أصبحنا في مأمن من الخطر؟.

الجواب «لا» كبيرة، لأن الفايروس ما زال موجوداً، وهو فايروس خبيث يمكن أن ينفجر متى ما وجد فرصة، وأي تساهل في الإجراءات الاحترازية بإمكانه أن يكون ثغرة تنسف كل ما تحقق من نجاح، كما يحدث الآن في بعض الدول الأوروبية وأمريكا وعدد من دول الشرق التي حققت نجاحاً سابقاً في محاصرة الوباء.


مؤخراً قررت كوريا الجنوبية إغلاق المدارس في العاصمة سيئول والمناطق المحيطة بها بعد تعرضها لأسوأ تفشٍ لفايروس كورونا منذ بدء الجائحة، متجاوزة الذروة السابقة التي شهدتها البلاد سابقاً، وستصبح الدراسة في المدارس الواقعة في منطقة العاصمة عبر الإنترنت كتعزيز لإجراءات التباعد الاجتماعي التي أخفقت حتى الآن في وقف الزيادة في الإصابات، بحسب ما تم نشره قبل يومين، وللعلم فإن كوريا الجنوبية من الدول التي استطاعت السيطرة الناجحة على الوباء سابقاً لكن يبدو أن التراخي قليلاً أعاد الأمور إلى سابقها.

ومن ذلك يجب علينا الحذر الشديد في اتخاذ أي قرار قد يشكل ثغرة متعبة لنا مستقبلاً، وأعني بالتحديد ما يختص بالتعليم، فقريباً سوف يبدأ الفصل الدراسي الثاني ونخشى أن يكون تناقص حالات الإصابة مشجعاً على قرار العودة إلى الدراسة الحضورية، خصوصاً في مدارس التعليم العام المزدحمة أساساً بالطلاب والطالبات، وذلك ما قد يتسبب في مفاجآت غير جيدة لا قدر الله، وما دامت تجربة التعليم عن بعد قد حققت نجاحاً كبيراً فلن نخسر شيئاً كبيراً في استمرارها لبقية العام الدراسي مقابل احتمالات خطر انتشار الفايروس بين ملايين الطلاب والطالبات.

مجرد رأي أنقله إلى الفضلاء المسؤولين والمسؤولات في وزارة التعليم التي نعتز بتجربتها المتفوقة خلال الجائحة.

habutalib@hotmail.com