-A +A
حمود أبو طالب
لا أجد حرجاً في الكتابة عن جائزة جازان للتفوق والإبداع كوني تشرفت باختياري أحد الفائزين بها هذا العام ضمن ٢٦ فائزاً في مختلف مجالات الجائزة، هذا فخر لابد أن أعلن عن سعادتي به عندما تأتي الجائزة من أرضك ومجتمعك وأهلك، وقد غردت في تويتر صادقاً عند علمي بها أن هذه الجائزة تعني لي شيئاً مختلفاً وحميماً عن بقية الجوائز التي أكرمتني بها جهات أخرى في وطني رغم اعتزازي الكبير بها.

ولكن قبل أن أتحدث عن الجائزة سأتحدث عن تفوق وإبداع آخر هو الذي جعلها ترى النور قبل ١٤ عاما، قصة تفوق وإبداع امتدت على مدى عشرين عاماً بطلها وعرّابها ورمزها مسؤول ينكر ذاته ويتواضع كثيراً عندما يشار إليه أو تذكر إنجازاته، مبدع لا يكترث بضوء الفلاشات ومديح الكلمات، لكن ذلك من حقه على المجتمع الذي خدمه حتى لو لم يكن يريد ذلك.


قصة التفوق والإبداع في منطقة جازان بدأت بمجيء أميرها محمد بن ناصر بن عبدالعزيز وهي في غاية التعب والوجع والشحوب بعد أن تكالبت عليها عوادي الزمن، اختاره لها ولاة الأمر فكان الاختيار الذي عالج آلامها وانطلق بها بإصرار وعزيمة ومثابرة وصبر متحدياً كل الظروف الصعبة، مستثمراً إمكاناتها البشرية وثرواتها الطبيعية وعمقها التأريخي وتراثها الإنساني ومخزونها الثقافي لبدء رحلة تفوق وإبداع غير مسبوقة تسابق الوقت وتحرص على الإنجاز في أبهى وأجمل تجلياته.

كانت لا تذكر جازان إلا وتذكر معها العوائق والمشاكل والصورة السلبية النمطية، فأصبحت لا تذكر الآن إلا وتذكر معها الإنجازات الجميلة، كانت طاردة فأصبحت جاذبة، وكانت شاحبة فأصبحت عروساً تختال بجمالها ودلالها، من جبالها إلى سهولها إلى جزرها، من كان يصدق أنه سيأتي يوم لا يجد فيه زائرها غرفة شاغرة في فندق أو سيارة للإيجار أو حتى حجزاً قريباً في الطائرة. أنا وأنا ابنها الذي عاش فيها طويلاً وعاصر تحولاتها صارت تفاجئني منجزاتها الجديدة المتلاحقة كلما زرتها بعد استقراري خارجها.

إذا أردنا الإنصاف فإن الجائزة الكبرى للإبداع والتفوق في جازان يستحقها بجدارة وامتياز هذا الإنسان الكبير والمسؤول الاستثنائي، الأمير محمد بن ناصر، الذي انضم إليه عضده الشاب الطموح المتحمس للإنجاز الأمير محمد بن عبدالعزيز، ليستمر تحليق جازان في فضاء الإبداع الذي لا تحده حدود.

habutalib@hotmail.com