-A +A
منى العتيبي
قراءتي لقصص الملهمين لا تعد بالنسبة لي مجرد فضول أو متعة فنية لتداعيات القصة وأحداثها ولكنها ملهمة تختصر لي الكثير من مشوار مستقبلي القادم والإجابات عن التساؤلات التي تصنعها في ذهني المشاهد والأحداث اليومية؛ فمثلاً أسمع هذه الأيام مع التمكين الذي أحدثته الدولة للمرأة في شتى القطاعات والمناصب، أسمع همهمات تقول: «بأن المرأة فاشلة في القيادة والأيام ستثبت ذلك» وأنا والله لا أعلم على أي أساس جاءت أحكامهم الجاهلة وغير العادلة!

عندما سمعت بهذه الهمهمات استحضرت ذاكرتي خطابات «جوليا غيلاد» التي تم فهمها بشكل خاطئ وبسببها تم الضغط عليها بهدف إخراجها عن مقعد القيادة والتهمة الوحيدة بأنها «امرأة» ! «جوليا غيلارد» المرأة التي شغلت منصب رئيسة وزراء أستراليا خلال الفترة بين عامي 2010 و2013 بالرغم من انجذابها إلى عالم السياسة والنشاط الاجتماعي المعول عليه إلا أنها ظلت رهينة في الدفاع عن أحقية المرأة في القيادة والتمكين ليس على مستوى مجتمعها، بل في العالم أجمع.


غيلاد الآن وكما تظهر على مستوى الإعلام ونشاطها الاجتماعي انحصر ظهورها تقريباً في الدفاع عن المرأة وقدرتها وتمكينها القيادي، بينما كانت في بداياتها منجذبة إلى العالم السياسي والتعليم والقضايا المجتمعية والصحة العقلية وتأمين احتياجات أصحاب الهمم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن بسبب الضغط عليها كامرأة تتولى منصباً قيادياً سياسياً ومحاربتها لكونها فقط «امرأة» أخرجها من كونها تعمل للسياسة حتى وجدت نفسها بلا وعي منها تنساق إلى الدفاع والتبرير فكان خطابها الرافض للتحيز ضد المرأة والذي جاء بناءً على شخص «رجل» لم تنظر إلى جنسه دعمته ليصبح رئيساً لمجلس النواب، وتبين لها بأنه يرسل رسائل تنطوي على تحيّز ضد المرأة!

للأمانة أنا أخشى على المرأة القيادية في بلادي أن تقع في نفس الفخ والشِباك وتنشغل في الرد على مدى قدرتها ومهاراتها القيادية لمجرد أنها «امرأة»؛ قيادتنا الرشيدة وضعت كل الثقة فينا ولم تميز بينهن وبين الآخر سوى بالمهارة والقدرة والإنجاز وتحقيق الأهداف الطموحة كما رسمتها رؤية الوطن وغير ذلك لا يهم.

هذا الإنجاز والمضي قدماً هو أعظم رد ممكن أن ترد به النساء على مَن يدعي عدم مقدرتهن وفشلهن في القيادة والتمكين.

كاتبة سعودية

monaotib@

Mona.Mz.Al@Gmail.Com