-A +A
خالد السليمان
هل أخطأ وزير المالية في تصريحه التلفزيوني الصادم للمجتمع عن اتخاذ إجراءات صارمة ومؤلمة لمواجهة التأثير الحاد لأزمة كورونا على الاقتصاد، وانخفاض دخل الدولة مع هبوط سعر النفط والطلب عليه ؟!

قبل الجواب عن السؤال علينا أن نعرف هل عبر الوزير عن رأي شخصي أم عن سياسة حكومية، في الغالب هو لا يعبر عن رأي شخصي بل ينقل رؤية الحكومة في معالجة تداعيات الأزمة التي ضربت جميع دول العالم دون أن تستثني أحدا، ووحدها الحكومات التي ستتعامل بواقعية وجدية مع التحديات المالية للأزمة ستخفف من أضرارها، وستكون أكثر قدرة على استعادة زمام الأمور عند زوالها !


لكن المأخذ على الوزير محمد الجدعان أنه لجأ لأسلوب الصدمة في تبليغ رسالته، وقد تكون سلبياته أكثر من إيجابياته أحيانا، خاصة إذا جاءت الرسالة غير مفصلة، وفي توقيت قررت فيه الدولة الفتح الجزئي للنشاط التجاري، وكان الاقتصاد يحاول فيه التقاط أنفاسه وسوق الأسهم يضمد جراحه، كما أن مثل هذا التصريح كان يجب أن يتضمن توضيحا لأطر الإجراءات التي ستتخذ حتى لا يصبح المجتمع نهبا للاستنتاجات والتوقعات التي لن ينتج عنها سوى الشائعات السلبية !

المجتمع يعي الظرف الاقتصادي الاستثنائي العالمي الراهن وما يتطلبه من إجراءات لا مناص منها لخفض النفقات الحكومية، كما أنه يعي ما قدمته الدولة دائما من دعم لكافة القطاعات لتحقيق رخاء المواطن، لذلك كنت أتمنى على وزير المالية لو أنه ضمن تصريحه بعض تفاصيل واتجاهات الإجراءات الصارمة والمؤلمة لخفض الإنفاق التي ستتخذها الحكومة، أو أرجأ تصريحه إلى أن يكون مستعدا لإعلانها !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com