-A +A
ريهام زامكه
يختلف الناس في طباعهم، وأخلاقهم، وتفكيرهم، ومستوياتهم العلمية، فمنهم من يتواضع لله فيرفعه، ومنهم اللي زيّ العم فرج، ما يقدر يقوم ولا يقدر يطلع الدرج!

يطلع الدرج؛ وحدة وحدة، بالعِلم والدراسة ليصل إلى المكانة العِلمية التي يتمناها ويسعى إليها.


ما دعاني لهذه المقدمة الفاضلة في هذا الشهر الفضيل هو «فضاوتي» بالدرجة الأولى، ثم «لقافتي» للبحث والتحري عن أصحاب الشهادات «المشكوك» في أمرها!

فوجدت وأنا «أتطقس» وأتبختر في الشبكة العنكبوتية أن بعض الناس مستعد لأن يبيع ضميره ويشتري بثمنه شهادة وهمية ومزورة من جامعات وكليات وهمية منتشرة على مستوى العالم.

وقبل أن تسألوني، دعوني أقدم لكم «CV» بملف أخضر علاقي عن تخصصي العلمي، فأنا وبكل فخر أحمل درجة الدكتوراه في «التهاويل» من جامعة «خَربط بُربط» الدولية.

من خلال بحثي وجدت أن من يقدم على شراء شهادة وهمية في أي مجال لمجرد أن يضع حرف الدال قبل اسمه ولزوم «البرستيج» هو حتماً إنسان يعاني من مُركب نقص في شخصيته المهزوزة.

ومع الأسف أصبحت المتاجرة بالشهادات الوهمية تجارة كبيرة وممتدة من المشرق إلى المغرب، لها مسوقون وشراؤون، وكما يقولون «بين البايع والشاري يفتح الله».

لا أدري كيف يسرق الشخص شهادة وينسب إلى نفسه مكانة علمية معينة وهو من «جمبها»؟!

كيف يُشرع ويُحلل لنفسه أن يشتري الوهم ويكذب به على نفسه وعلى الناس لتعويض النقص الذي يعاني منه ومن أجل الحصول على مكانة لا يستحقها من الأساس!

في رأيي هؤلاء بحاجة ماسة إلى جلسات علاجية مُكثفة لتقويمهم وتعديل سلوكهم لكن بعد «جلدهم» ومعاقبتهم بالطبع، فليس كل من سبق اسمه حرف «د» يعني دكتورا، بعضهم قد يكون «دِلخا»!

أتمنى أن يُستحدث قطاع حكومي مختص للكشف عن مصداقية الشهادات وأصولها، وأن تُسن أيضاً عقوبات غليظة ومشددة على «تُجار الدالات» وزبائنها.

لديّ صديقة غير عزيزة أرادت أن تختبر قوة إيماني وصبري فأرسلت لي فيديو لشخص «عايش على الأطلال» ويدعي حصوله على شهادة فخرية لا يهمني إن كانت صدقيّة أو كذبية، المضحك في الأمر غروره في التخاطب مع أحدهم «عندما سأله عن عدم إضافته للآخرين في أحد البرامج»، فرد عليه مدعياً أنه مشهور وشخصية عامة وليس صديقه في «الحارة» ولذلك ليس له الحق في سؤاله أو طلب إضافته قائلاً له دع الشخصية العامة لشأنها.

وبناءً عليه، دعوني وشأني لو تكرمتم، باعتباري شخصية عامة وهامة وكاتبة ومشهورة ودكتورة ومهايطية وما عندي ما عند جدتي.

فقد مُنحت من جامعة اكسفورد شهادة دكتوراه فخرية في الصحافة والكتابة والإعلام و«الهياط»، كوني كاتبة «Number One» وعلى من لا يصدقني أن يبلط البحر فلن ألتفت للحُساد.

الله يرحمك يا ستّي، كانت دائماً تقول:

«خشوني لا تنسوني ولعوا الشمعة وشوفوني»!

الشمعة موجودة، عندكم ولاعة؟

* كاتبة سعودية

Rehamzamkah@yahoo.com