-A +A
منى العتيبي
تتكئ الدول في حضاراتها وسياساتها التطويرية على الاهتمام الصحي للمواطنين، وتعول عليهم بناء المجتمعات ونهضتها، وتبدأ مرحلة الاهتمام من لحظة الولادة وهي المرحلة المهمة لإعداد جيل يتمتع بالصحة والسلامة وقادر على تنمية بلاده وتقديم كل ما يسهم في نهضتها وبنائها؛ لذلك أنشأت حكومتنا الرشيدة ومملكتنا الحبيبة مشافي وزودتها بأرقى الخدمات الطبية وأحدثها، وأوكلت مهامها للكفاءات من الأطباء والقيادات الإدارية التي تعمل كل مرة على متابعة التطوير في الأنظمة الإدارية.

ومع كل المحاولات والتحديثات الرقمية التي تحاول معها وزارة الصحة تطوير أنظمتها تبقى أهم مشكلة، وأعتبرها الأولى والأجدر في الرعاية، إنها المواعيد الصحية بالمستشفيات، وأعجب حقّاً من إغفالها وعدم النظر في حل إشكالاتها!


فالمريض عندما يحجز موعداً يجد الموعد بعد شهور وشهور وشهور يدفع بها ضريبة تعاظم وجعه الجسدي الذي قد يتضاعف ويزداد، وقد يموت المريض الذي لا يملك قوت يومه على فراشه، أو على يد طبيب بمشفى خاص، والموعد يا ليل ما أطولك!

توقعت من وزارة الصحة مع إطلاق برنامجها الإلكتروني «موعد» أن تركز على معالجة موضوع المواعيد واختصارها الزمني، ولكنها لم تلتفت إلى الموضوع، واهتمت فقط بمعالجته في تقديم الحجز وطلبه، إذ يتمكن المريض من حجز مواعيده في مراكز الرعاية الصحية الأولية وإدارة هذه المواعيد بتعديلها أو إلغائها فقط! وكذلك إدارة مواعيده الأخرى في أي مستشفى يتم إحالته إليه.

إن عدد المستشفيات والمراكز الصحية في المملكة باستطاعتها تغطية كل الحالات المرضية وإسعافها في الوقت المناسب والحالة الطبية لها، فلماذا لا يتم تقليص المدة الزمنية للمواعيد ويتمكن المريض من العلاج في الوقت المناسب لحالته بحيث لا يلجأ للطبيب الخطأ ولا للتشخيص الخطأ ولا تتضاعف مشكلته الصحية.

ولكي تُحل مشكلة المواعيد الطويلة وتقليص فترتها الزمنية على وزارة الصحة الالتفات إلى مشكلة مهمة وشائكة للتخفف من عبء ازدياد المرضى وإقبالهم وهي تكرار الأمراض نفسها كتسوس الأسنان لدى الأطفال وغيرها.. وحل مثل هذه المشكلة يكون في تحديد المشكلات الصحية المتكررة، وتكثيف التوعية وتثقيف الناس عليها عن طريق استخدام الوسائل الرقمية الحديثة وغيرها، والتركيز على نشرها التثقيفي بصورة دورية للتخلص منها.

monaotib@

Mona.Mz.Al@Gmail.Com