-A +A
أروى المهنا
لا يمكن إغفال أهمية اختيار وزارة الثقافة لواجهة الرياض كمقر جديد لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2020، إذ إن التجديد من مرتكزات مرحلة التغيير التي نعيشها اليوم، ومواكبة الثقافة لهذه العجلة ضرورة ملحة وحاجة كبيرة لنا كمجتمع وكمهتمين في الثقافة وأهلها، خصوصاً أن معرض الرياض الدولي للكتاب يعد الأكثر مبيعاً في العالم العربي، ما يعزز مكانته الاقتصادية والثقافية معاً.

نعيش اليوم ازدهارا ثقافيا واضح الملامح مع وزير الثقافة الأمير بدر بن فرحان، فالتفاؤل سمة المرحلة، والنقلات الكبيرة في القرارات والبدء في تنفيذها يوحي لنا بمستقبل مميز يضاهي الدول العربية المجاورة التي عرفت على مدى سنوات بمركزيتها؛ كونها تجمع أبرز الأدباء وكتاب الرأي، الذين يجدون في مقاهيها ومناسباتها الثقافية ملاذاً بما فيها معارض الكتب كبيئة ثرية وغنية.


ويبدو أن الثقافة تهدف من خلال تحديد الموقع الجديد إلى خلق بيئة تخدم المؤلف والناشر، فتجمُّع الناشرين في مقر واحد، يعدّ فرصة سانحة لدفع حركة النشر في السعودية وفي العالم العربي إلى الأمام في ظل التغيرات الطارئة، وهذا ما يعكسه إعلان المعرض فتح باب التسجيل للناشرين قبل انطلاقة المعرض بفترة كافية.

وحسب الهيئة العامة للإحصاء فإن النسبة المئوية للأفراد الذين يقرأون الكتب بحسب الجنس على مستوى المملكة من الذكور بلغت 52% بينما كانت الإناث 53% من إجمالي العدد.

كما أن من أهم أهداف الرؤية 2030 ارتفاع إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من 2.9 إلى 6%، ويتفرد مشروع واجهة الرياض الذي يبعد عن مطار الملك خالد الدولي بضع دقائق بقسمين؛ أحدهما واجهة للتسوق وآخر للأعمال، كما يتميز بوجود الفنادق التي تلبي احتياجات الزائرين وسط مسطحات خضراء ومساحات مائية مختلفة، كل هذا من شأنه أن يعزز حضور معرض الرياض الدولي للكتاب بشكله الجديد وبصورة أكثر عصرية.

الخروج من القوقعة أصبح ممكناً مع اتجاهنا لعصرنة الثقافة، والمعرض أحد النماذج الحية، نعم فصل وزارة الثقافة عن وزارة الإعلام له دور كبير في التجديد، ولكن لا يكفي أن يكون السبب الوحيد فقط فهناك الموسيقى مهمة، المسرح مهم، صناعة الأفلام، الآداب، الفنون البصرية، فنون الطهي، التصميم، المتاحف وحتى الكتاب كل ذلك روافد متدفقة ومضيئة في سماء ثقافتنا التي نراهن على عالميتها والقادم أجمل.