أخبار السعودية | صحيفة عكاظ - author
--°C
تحميل...
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
⌄
لوحة القيادة
خروج
الرئيسية
محليات
سياسة
اقتصاد
فيديو
رياضة
بودكاست
ثقافة وفن
منوعات
مقالات
ملتيميديا
المزيد
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
الرياضات الإلكترونية
سعوديات
ازياء
سياحة
الناس
تحقيقات
تكنولوجيا
صوت المواطن
زوايا متخصصة
مركز المعلومات
تصفح عدد اليوم
أروى المهنا
مركز الإعلام الثقافي
الإعلام ركيزة أساسية وعامل مهم في توصيل الرسائل على مستوى العالم وعلى مستوى الوطن وعلى مستوى الأفراد، فكيف لو وظفت أدوات الإعلام في رسائل ذكية تصل عن طريق قنوات مختلفة، كالإعلام الرقمي والبودكاست والأفلام الإبداعية العصرية، ماذا لو كان هناك مركز يُعنى بجميع أشكال النشاط الثقافي وقنواته.
مركز الإعلام الثقافي، الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة أخيرا، يشكل أحد الأجهزة لدعم القطاع الثقافي المحلي ومن خلال إثراء المحتوى الثقافي بقوالبه المختلفة وإتاحته للمهتمين والمعنيين بالشأن الثقافي السعودي إلى جانب إصدار عدد من المنتجات والمبادرات الإعلامية الداعمة للنشاط الثقافي في المملكة، الأهداف التي أعلنت عنها وزارة الثقافة مهمة وواعدة، لكن الرهان الآن على الوعي المجتمعي لدعم هذه التحولات، فأفراد المجتمع هم محور التحول سواء بتفاعلهم أو حتى دعمهم ونقدهم، التحدي هو في مفاهيم إدارة السمعة وتحسين نظرة المجتمع للمراكز التي تُعنى بمثل هذه التحولات فإدارة السمعة هي استراتيجية اتصالية طويلة المدى لقياس وتقويم سمعة المنظمة وصورتها الذهنية، وكما يقول الزميل ميرزا الخويلدي في مقالته بجريدة الشرق الأوسط بعنوان «الحاجة إلى إعلام ثقافي» «نشهد اليوم طفرة هائلة في النشاط الثقافي والفني السعودي، ليس من المبالغة القول إن هذا عهد الثقافة السعودية بامتياز! لكنّ هذا الحراك الثقافي غير المسبوق بحاجة إلى إعلام فاعل ونشيط وقادر ليس فقط على نقله، ولكن في إيصال رسالته التي قام عليها». نعم المشهد الثقافي بحاجة إلى إعلام وبحاجة إلى مركز متخصص في رصد النشاط الثقافي المدهش والمتشعب في جميع مناطق المملكة.
نراهن جميعاً على نجاح المركز الإعلامي في وزارة الثقافة وانعكاسه في المستقبل على حركة النشر والكتاب ونشاط الأفلام والأزياء والطهي والعمران والتراث بما فيه دقة المعلومة في وسائل التواصل الاجتماعي وتعزيز الحضور الثقافي فيها، بما في ذلك توفير كافة المعلومات الداعمة لمشروع النهوض بالقطاع الثقافي في المملكة وعلى ضوء الأهداف الرئيسية التي حددتها رؤية المملكة 2030.
00:34 | 2-04-2021
هاجس اللغة
المعرض العالمي للخط العربي والذي دشنته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في العاصمة الرياض بتزامنٍ مع بكين والدار البيضاء حيث تتواجد فروع المكتبة، والاحتفاء الكبير حيال اللغة العربية أعادني لكتاب «عبقرية اللغة» للكاتبة الأمريكية ويندي ليسر، ترجمة المترجم السعودي حمد الشمري، هذا الكتاب الذي جعلني أتوجس اتجاه اللغة.. اللغة الأم؟ كنت قد كتبت تعليقاً بسيطاً بعد قراءتي للكتاب حيث خلق خمسة عشر كاتباً وكاتبة هوامش فلسفية عميقة بداخلي اتجاه اللغة! لطالما كان هناك شيء خفي يربطني بعظمة هذه الأبجدية، وبعد عبقرية اللغة تعاظم هذا الشعور، تعاظم الهاجس، تعاظمت الفلسفة.
طريقة تناول كل كاتب وكاتبة للمشاعر الحرة في دواخلهم، محاولة إطلاقها كما هي دون خوف، دون تنميق، دون تردد، كوّنت لدي نوعاً من القراءة الجديدة اتجاه محاورة الكاتب لذاته، نعم محاورة الكاتب لذاته عندما يشعر مثلاً الكاتب الكيني نغوغي وا ثيونغو بريبة اتجاه ما يكتب بعدما يعترف بأنه سلب الناس الذين صنعوا لغة الغيكويو وعبقريتها سلبهم قدرتهم على قراءة واستدعاء تاريخهم إلا عبر لسان المستعمر الأجنبي، حيث وقع في هذا الفخ بعدما ذاق طعم اهتمام الناشر الإنجليزي والصحافة الإنجليزية بنتاجه، وجد نفسه يعترف بصوت عالٍ «أنا أكتب لمن؟ أعتقد أن» «عبقرية اللغة» اختصر الطريق (للغة)!.
نعيش اليوم ازدهاراً ثقافياً واضح الملامح.. فالتفاؤل سمة المرحلة والمعرض العالمي للخط العربي أحد النماذج الحية للاحتفاء الحقيقي باللغة، نعم اللغة نشاط بشري مُلفت بجميع خصائصه وسماته، فاللغة شكل من أشكال المعرفة ومضمونها، وتوثيق اللغة للمجتمعات الصغيرة والكبيرة والعمل على نشرها والتفاعل معها وإبراز محتواها على المستوى المحلي والدولي يعطي دلالة واضحة لمدى ترابطنا مع الثقافة العربية التي نملكها وننعم بها.
arwa_almohanna@
01:14 | 19-03-2021
دراسات ثقافية 1983 (2-2)
يصعب وضع تعريف واضح للدراسات الثقافية، كما يقول الناقد البريطاني رايموند ويليامز «ليس من السهل وضع تعريف دقيق للدراسات الثقافية لأن مفهوم الثقافة نفسه يتميز بكثير من التعقيد والغموض، لكن يجب أن تعمل هذه الدراسات على مبدأ ديمقراطي»، من جهة أخرى يرى الأكاديمي النيوزلندي سايمون ديورنغ أن «الدراسات الثقافية فضفاضة متداخلة الاختصاصات، وتتبع مناهج ومقاربات متعددة، منها مثلا ما يتعلق بالنظرية الاجتماعية أو النظرية السياسية والنسوية والاقتصاد السياسي والمتاحف والفن والسياحة ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والأفلام». فتحت الدراسات الثقافية أفقا معرفيا ثقافيا جديدا في بدايات القرن العشرين خاصة بعد إشكالات الثقافة وخلفياتها لفترة طويلة والتي ساهم بها عدد من المفكرين والفلاسفة من خلال أطروحاتهم التي عملت على إحداث حراك نشط في المجالات أو الحقول الإنسانية والأدبية والنقدية. ومن الناحية المرجعية تعتبر بريطانيا هي التي بدأت في تأسيس الدراسات الثقافية على يد كل من عالم الاجتماع البريطاني الجامايكي الأصل ستيوارت هول وريتشارد هوغارت عالم الاجتماع البريطاني وعدد من الشخوص الاعتبارية الثقافية، لكن سرعان ما امتدت إلى دول ومجتمعات أخرى كأمريكا وكندا وأستراليا وفرنسا وحتى شرق آسيا كالهند وبلاد أخرى؛ حيث انفتح المهتمون فيها والمختصون بالاشتغال على هذا الصرح المعرفي سواء كانت الثقافة الرسمية أو الشعبية بما فيها ثقافة النخب أو العامة.
أسقط أَعلام أمريكا الدراسات الثقافية على الخطابات من أجل تفكيكها وتحويلها لمنهج قراءة أكثر حرية كتفكيكها من الأيدولوجيات، هذا التفكيك يرمي إلى البحث أكثر لفهم أشكال الخطاب الإنساني والاجتماعي بما فيه السياق السياسي وحتى التاريخي، حيث يرى المنظر البريطاني تيري إيجلتون أن المبدع يتحكم بالنص الأدبي وإعادة صياغته بالطريقة التي يراها مناسبة ويفرض فيها الأيديولوجية الخاصة به، إذن لا يمكن أن يكون هذا المسار مجرد نشاط ثقافي عابر، فالدراسات الثقافية تهتم بتكوين أفراد ناضجين حقيقيين يملكون حسا متوازنا في تلقي النتاج بمختلف أشكاله كما أشار إلى ذلك الناقد البريطاني فرانك ليفيس.
القراءة والبحث في هذا الفضاء عميق ومُلهم يكفي أنه يعمل على وجهة مختلفة كتسليط الضوء على «الثقافة الشعبوية» التي تناهض الثقافة المخملية المعنية بفئة دون غيرها بما فيه تحليل الحياة اليومية وخصائصها الثقافية، أعتقد أن إسقاط هذا المسلك على المشهد الثقافي سيعمل على الخروج بنتاج مختلف وربما صادم، ماذا لو عملنا على ندوة تناقش محتوى الكتاب «الدراسات الثقافية 1983»! الذي عملت عليه الباحثة جينيفير داريل سلاك بتوثيق محاضرات هول، لكن ماذا لو كان لدينا مركز يُعنى بالدراسات الثقافية! حُلم كبير ولكن لا يمكن أن يكون مستحيلاً.
arwa_almohanna@
01:11 | 5-03-2021
دراسات ثقافية 1983 (1-2)
هل تحتاج المتغيرات المجتمعية التي نعيشها أو نتعايش معها إلى دراسات متخصصة تعمل على إعادة بناء الوسائل التي نتناول فيها هذا (المتغير)! المتغيرات المجتمعية بطبيعتها تُحيلنا للمتغيرات الثقافية أو إلى المبحث الثقافي! هل تعتبر الأسئلة مفتاحاً حقيقياً للخوض في هذا الفضاء؟ بدأت تأخذ الدراسات الثقافية حيزاً كبيراً من تفكيري وقراءاتي في الآونة الأخيرة، من أسس لهذا المفهوم! من أول من بدا في العمل على الدراسات الثقافية والبحث فيها وإسقاط إشكالات المجتمع، لا سيما انعكاس النخبوية وتحديد عناصر الثقافة لفئة دون غيرها!
«القضية التي واجهتني حينما صرت في إنجلترا هي أنني لا يمكن أبداً أن أكون: ستيوارت هول إنجليزيا إذن فمن أنا ؟ حسناً أنا جايميكي ولكن ماذا يعني ذلك؟». هذه الهوة شغلت بال المفكر البريطاني الجاميكي الأصل ستيورات هول بشكل كبير حتى عمد على إلقاء محاضرة في إحدى الجامعات في أمريكا عام 1983 عازماً على عمل ثورة في هذا الحقل وتغيير مفهوم عدد كبير من الباحثين والأكاديميين الذين ينظرون بدونية للدراسات الثقافية الشعبوية أو الجماهيرية، نجح هول على إحداث ضجة في الوسط الثقافي، خاصة بين فئة الباحثين الشباب حتى عملت إحدى الباحثات على تسجيل جميع محاضراته التي عمل عليها ونشرها في كتاب بعد أخذ موافقته حمل اسم «دراسات ثقافية 1983: تاريخ نظري» يحتوي الكتاب على مناقشات لأعمال ريتشارد هوغارت وهو أحد العاملين في مجالات علم الاجتماع والأدب الإنجليزي والدراسات الثقافية، بالإضافة لريموند ويليامز وهو منظر ماركسي وأكاديمي وروائي، كما يحمل الكتاب تأملات وقراءات للفيلسوف المناضل أنطونيو غرامشي، بالإضافة للفيلسوف لوي ألتوسير، كما ناقش أحد أبرز المنظرين الثقافيين في البلاد -كما وصفته صحيفة ذا أوبزرفر البريطانية- مسألة اعتبار الجانب الثقافي جانبا سياسيا أيضاً.
هذا ما عمل عليه هول مع عدد من العاملين في مركز الدراسات الثقافية المعاصرة في جامعة برمنغهام البريطانية، حيث تم الفصل بين دراسة الثقافة كما في علم الاجتماع والأدب الإنجليزي وبين الدراسات الثقافية التي ترى أن المسألة الثقافية مسألة سياسية لا تقل أهمية عن غيرها، وكما يقول الباحث الجزائري جمال بلقاسم لابد من الإشارة إلى أن الدراسات الثقافية مشروع سياسي يهدف إلى الإجابة عن السؤال التالي: ما علاقة الكلمة بالعالم؟
arwa_almohanna@
00:31 | 26-02-2021
شكسبير اليابان
هل تؤثر الطبيعة الجغرافية على ملامح العمل الأدبي وطريقة تناولنا له أو حتى طريقة تقديمه من قبل الكاتب ! الأعمال الأدبية هي خليط من الأفكار والمشاعر والمواقف والمعتقدات والعادات والتقاليد والهوية الدينية والهوية الوطنية والهوية الثقافية ونحن كبشر ننشأ ضمن بعض هذه العناصر ونتفاعل معها ومن دون دراية وبشكل غير مباشر ينعكس ذلك على حياتنا ! يقول الأديب والناقد العراقي عناد جنابي «البيئة هي الوسط الذي يعيش فيه الإنسان حيث يتأثر فيستجيب وتكون استجاباته في العادة متباينة المدى مختلفة المناسبة والظرف».
أعتقد أن التحول الذي طرأ على الأدب الياباني يمثل نموذجاً للاستجابة المختلفة للمناسبة والظرف، فالثقافة اليابانية عايشت تحولاً كبيراً ابتداءً من موجات الهجرة التي جاءت من آسيا ومن جزر المحيط الهادئ حتى التأثر الكبير من الثقافة الصينية حتى تشرب الفكر الياباني عبر التاريخ أفكار مختلفة ومتعددة من الدول الأخرى بما فيها العادات والتقاليد جراء تنوع الثقافات ولذلك تجد الحياة اليابانية اليوم مزيجاً خصباً من الهويات الثقافية، إذ دوماً ما تُقدم الثقافة اليابانية نفسها بصورة تتصل بالماضي، وما بين عامي (1603-1868) برزت فترة مهمة في تاريخ الأدب الياباني «أدب فترة إيدو» التي جاء اسمها من اسم مدينة إيدو التي تعرف بطوكيو حالياً، لمع في هذه الفترة تحديداً اسم الأديب المسرحي تشيكاماتسو مونزايمون الذي عمل على تأسيس مسرح الدمى حتى اشتهر على نطاق واسع من العالم كأشهر مسرحي ياباني يملك أكثر من مئة وعشرين عملاً مسرحياً، ولُقّب بشكسبير اليابان، يقول «ولدت في أسرة توارثت مهنة الحرب لكنني لم أتخذها لنفسي، واشتغلت بخدمة النبلاء لكنني لم أحصل على أي رتبة من رتب البلاط، وجرفني التيار إلى السوق لكنني لم أتعلم شيئاً عن التجارة». هذا الاعتراف يحيلني للإشارة إلى قصة اسمه الأول «تشيكاماتسو» الذي اشتهر به بسبب قضائه وقتا كبيرا في معبد تشيكاماتسو البوذي، حيث درس الديانة البوذية، كون الثقافة اليابانية تأثرت أيضاً بالبوذية التي جاءت إلى اليابان من قبل الصين وكوريا الجنوبية في القرنين الخامس والسادس الميلاديين حتى انتشرت ثلاثة تيارات كبرى للبوذية اليابانية: حنايا، ماهانا، وفاجريانا. وعملت الحكومة اليابانية على تأسيس تمثال لشكسبير اليابان الذي يعد مزاراً مهماً لمحبي السياحة الثقافية.
تعتبر اليابان من الدول الغنية بالتراث والفن التقليدي وتشتهر بالمواقع التاريخية والطقوس الثقافية المختلفة. السياحة الثقافية تلعب دوراً مهماً في تعريفنا على الثقافات المختلفة حول العالم، لكن من المهم أن تعلم عزيزي القارئ أن السفر من أجل تلبية احتياجك الثقافي وحسب دراسة استقصائية وتجارب حية لمتمرسين في السياحة الثقافية سيكلفك ضعف ما يمكن إنفاقه في سفرة عادية من أجل الترفيه حول العالم !
arwa_almohanna@
00:23 | 19-02-2021
كتّاب يعملون
يعود عنوان المقالة لسلسلة «كتّاب يعملون» في مجلة ذا باريس ريفيو (تحديداً في بدايات عملها عام 1953)، التي تأسست في باريس من قبل الروائي والكاتب الأمريكي هارلود لويس إلى جانب الروائي الأمريكي بيتر ماتيسين والصحفي والكاتب الأمريكي جورج بليمبتون الذي عمل محرراً للمجلة حتى تاريخ وفاته عام 2003.
استطاعت سلسلة «كتّاب يعملون» أن تستضيف شخصيات بارزة وعاملة في الفضاء الثقافي كالشاعر والناقد عزرا باوند أحد أهم شخصيات حركة شعر الحداثة في الأدب العالمي إلى جانب أحد أهم كتاب القصة القصيرة والرواية إرنست هيمنغوي، توماس إليوت الشاعر والمسرحي والناقد الأدبي الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1948، فلاديمير نابوكوف الكاتب الروسي الأمريكي الروائي والشاعر صاحب الرواية الشهيرة «لوليتا».
الدوافع الثقافية للقراء عملت على انتشار السلسلة وذاع صيتها في الأوساط الثقافية والأدبية حتى أن شريحة كبيرة استطاعت أن تتعرف على النتاج الأدبي لأهم الكُتّاب، وأدى ذلك بطبيعة الحال لتكوين تجمعات صغيرة تناقش محتوى اللقاءات التي تدور، وهذا عمل على رفع الوعي حيال ضرورة هذا النوع من النشاط الأدبي الذي بدوره كان عاملاً مهماً في المتغير الثقافي الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من المتغير المجتمعي، وهذا يقودنا إلى مفهوم أو علم «التغير الثقافي».
يشير عالم الاجتماعي الأمريكي دون مارتنديل الذي عمل على أكثر من ثمانية مؤلفات في الفضاء الاجتماعي؛ منها كتاب بعنوان «الحياة الاجتماعية والتغيير الثقافي» يشير إلى أن «أهم سمة من سمات التفكير السوسيولوجي في القرن التاسع عشر في الاتجاه الوضعي في دراسة الظاهرة الاجتماعية هي معالجة التجمع الإنساني على أنه السبب الأساسي لتفسير كل ما يحدث داخله» تعود نشأة مصطلح علم الاجتماع الثقافي إلى العالم الاجتماعي الألماني ألفرد ويبر وسرعان ما أخذت الدول الأخرى التي تعد اللغة الإنجليزية لغتها الأم سرعان ما عملت على استخدام المصطلح كناتج للتحول الثقافي خاصة في ستينيات القرن العشرين وما شهده العالم آنذاك من اتجاهات ثقافية وسياسية مهمة في جميع أنحاء العالم.
يحيلني علم الاجتماعي الثقافي والقراءة فيه إلى إسقاطه على المشهد الثقافي المحلي الذي نعايشه ونتعايش معه، أعتقد أننا مررنا ومازلنا نمر في مراحل مهمة من المتغيرات الثقافية، لكن هل نملك توثيقاً تاريخياً ثقافياً لهذه التحولات وتحليلها؟!
وهذا يحيلني أيضاً إلى ما أشار إليه الكاتب والباحث سعيد الزهراني عندما حل ضيفاً على برنامج مسافة على قناة الإخبارية إلى قضية دخول الإنترنت للمملكة (نموذجاً)، وكيف أنه كان فاصلاً في مسيرة المجتمع السعودي من الناحية الثقافية والاجتماعية! لكن هذه المرحلة لم تدرس بعمق وبتجذير شامل.
arwa_almohanna@
01:06 | 12-02-2021
«ستموت في العشرين»
«كل الناس كانت تعلم أن مزمّل النور سيموت يوم يكمل عامه العشرين، منذ شب مزمّل وهو يسمع هذه النبوءة، النسوة اللاّئي يزرن أمّه يربتن على رأسه في حنو ويهمسن: «يا مسكين تموت صبي». الصبية الذين يخرج معهم لرعي الغنم يتقافزون أمامه ويخرجون ألسنتهم له، يهتفون: «ود الموت.. ود الموت». التلاميذ الذين يعودون من المدرسة أعلى القرية ظهراً يمرّون أمام بيتهم وينادون: «الموت الموت يا مُزمّل.. بكره تموت يا مزمل!». يعود المقطع لمجموعة قصصية للكاتب السوداني الصحفي حمور زيادة بعنوان «النوم عند قدمي الجبل» التي صدرت لأول مرة عام 2014، حيث يعيش «مزمل» بطل الحكاية وهو شاب ولد في قرية سودانية تنتشر فيها الأفكار الصوفية على أمل «الموت» بعدما وصلته نبوءة أنه سيموت عندما يبلغ 20 عاماً بعدما ذهبت به أمه إلى الشيخ لمباركته، ليتنبأ بموت الطفل في العشرين من عمره. تعرفت على القصة العجيبة لـ«مُزمّل» من فيلم بعنوان «ستموت في العشرين»، حيث استند الفيلم على حكاية حمور زيادة. عمل على الفيلم المخرج أمجد أبو العلاء عام 2018 وهو الفيلم الروائي الطويل الأول منذ 20 عاماً في السودان.
حرصت أن أشير للتفاصيل العامة لهذا الفيلم الذي أعتبره فيلماً ثقافياً ووثائقياً مهماً استطاع أن يعرّفني أكثر على الثقافة المجتمعية في السودان والبحث فيها، حيث إنه تنتشر أكثر من 40 طريقة صوفية في شوارع السودان مع اختلاف طرقها (الطريقة البرهانية، الطريقة التجانية، الطريقة القادرية، الطريقة السمانية، الطريقة الختمية). ويلعب المذهب الصوفي دوراً قوياً في التأثير على المجتمع السوداني، ويعرف الشيخ عبدالرحيم البرعي أحد أبرز شيوخ الصوفية العاملين في السودان الشخصية الأبرز في هذا الفضاء. دخلت الصوفية في التاريخ الثقافي السوداني لاسيما الأدب وكما يطلق عليه الكاتب السوداني طارق الطيب «تسرب الصوفية»، حيث أشار إلى أن هناك عوامل أسهمت في تسرب التصوف إلى كتاباته، «هناك مسار طويل في حياتي أثّر في رؤيتي: نشأة الطفولة في الكُتّاب وهي نشأة دينية، تأمل الموالد في الحياة الشعبية عن كثب في منطقة الحسينية تحديداً حيث عاشت جدتي لأمي».
تمثل السينما والأفلام أداة قوية للانفتاح على الثقافات المختلفة وتعزيز الانفتاح على الآخر، هل تستطيع الاتجاهات الجديدة في السينما أن تعيد إحياء الثقافة المجتمعية وتخرجها من صمتها المطبق! كم نملك من الروايات التي تستحق أن تحول لعمل سينمائي كبير والتي ألقت الضوء على مراحل مهمة عايشها المجتمع، حقيقة أتمنى أن تحول رواية «البحريات» للروائية أميمة الخميس لفيلم سينمائي ثقافي لاسيما وهي التي تعتبر أن ممارسة العمل الثقافي لا تبتعد كثيراً عن مفهوم العمل النضالي.
arwa_almohanna@
00:19 | 5-02-2021
لعنة الثقافة
أيُعقل أن الثقافة يُمكن لها أن تكون لعنة على المثقّف أكثر من أن تكون وثاق نجاة لحياة أفضل مما هو عليه؟! أيعقل أن الغرق أكثر في النتاج الأدبي والفكري واللغوي يمكن له أن يكون وباء أكثر من أي شيء آخر يستطيع أن يستوعب المثقف وفكره؟! هل حقيقة أن المثقف لا يمكن له أن يعود للوراء ولا بخطوة واحدة لأن يعيش كغيره ممن هم في سباق مع الحياة داخل مجتمعه؟!
الأديبة أروى صالح، والشاعر عبدالرحيم أبو ذكرى، وخليل حاوي وغيرهم من أدباء خارج الجغرافيا العربية من الروائي الياباني يوكويو ميشيما إلى الشاعر السوفيتي ماياكوفسكي، يافيم لاديجنسكي وأسماء كبيرة قرر أصحابها أن يضعوا لحياتهم حد الخلاص.على الأقل هو خلاص بنظرهم وكما يقول الكاتب محمد الأنصاري في كتابه انتحار المثقفين العرب «ظاهرة الانتحار تعبير عن نزيف وتشقق داخلي يُباعد بين خلايا النفس الجماعية للأمة، فتصبح كل خلية بمعزل عن الأخرى» إذاً هي معاناة حقيقية لها أسبابها الواقعية التي لا يمكن المراوغة معها، وكأن المثقف هنا يترك لنا تراكمات أدبية كبيرة قبل أن يُقدم على مثل هكذا فعل ليقول لنا بما معناه «مكة أدرى بشعابها».
مسؤولية المثقف والعاتق الكبير على كاهله أكثر حتى من مهمات (السياسي) مع التحفظ على هذا المسمى الأخير سبب كبير في حد الخلاص هذا بالطّبع، إذ يقول «إن مسؤولية الأديب الأخلاقية والمعنوية أكبر بما لا يقاس من مسؤولية السياسي، فالناس يغفرون للسياسي أحيانا تراجعاته ويتفهمون انحناءه للظروف الوقتية من أجل تغيير الأمر الواقع مستقبلاً، أما الأديب فإنه قبل كل شيء (موقف)، موقف أخلاقي وضميري وفكري وتاريخي، والمواقف ليست مناسبات ظرفية عابرة وليست وظائف رسمية يؤديها الأديب بحكم إدارته لهذه المؤسسة أو عضويته في ذلك المجلس ثم يغيرها عندما تتغير الظروف والحسابات».
نعي كما يعي الأنصاري بما أشار إليه ثقل ما يحمله المثقف على عاتقه لا يمكن لأحد آخر أن يفهمها سوى المثقف والمجتمع بطبيعته يطمع بالمثقف وبآرائه وبفكره وكأنه يرمي كل همومه الأخلاقية على المثقف بقصد أو بغير قصد هكذا يمكن لنا أن نقرأ الواقع كما هو عليه الآن، لا يمكن أن نغفر بشكل أو بآخر للمثقف هفواته وتبدل مواقفه مع أنه حق طبيعي (بشري)، وما يحدث من مكاشفات اتجاهات بعض المثقفين في وسائل التواصل الاجتماعى في الآونة الأخيرة يحيلني لفضاء من التساؤلات (المشروعة): هل يعي المثقف والعامل بالمشهد الثقافي حقاً ماهية الحمل على عاتقه؟ هذا يحيلني أيضاً لكتاب مهم (المثقفون المزيفون) للكاتب الفرنسي باسكال بونيفاس الذي يقول فيه «لطالما خشيت من ألا أكون واضحا أو دقيقاً بما فيه الكفاية أو من ارتكاب خطأ والذي طالما عاقبت نفسي إذا حدث لي ذلك، يذهلني أولئك المثقفون والخبراء الذين لا يتورعون عن اللجوء إلى (حجج مخادعة) وعن إطلاق الأكاذيب من أجل حصد التأييد، وتبدو وقاحاتهم وانعدام ذمتهم بلا حد، وتشكل ورقة رابحة وبدلا من مقابلتهم بالاستهجان العام، يقابلون بمزيد من التهليل».
arwa_almohanna@
00:18 | 29-01-2021
الصورة وانعكاسها الثقافي !
يعرف الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو الخطاب بقوله «الخطاب عبارة عن منظومة فكرية تُكونها مجموعة آراء ومواقف أو اتجاهات عمل ومعتقدات وممارسات تبني أو تنظم منهجياً الموضوعات والشؤون الحياتية» إلا أن الشائع أنه لا وجود لتعريف ثابت ومستقر للخطاب كونه يتبدل حسب الغرض الوظيفي منه وعليه يملك في كل مرة دلالات وإشارات مختلفة وحدها اللغة تمثل انعكاسا واضحا للعنصر الثابت كما يشير لذلك الباحث المغربي سعيد يقطين «تعدد مجالات تحليل الخطاب ناتجة عن تعدد دلالات الخطاب وعلى هذا الأساس تتداخل التعريفات وتتقاطع وأحياناً يكمل بعضها الآخر»، لكن ماذا عن الدلالات الثقافية وهل يمكن توظيف الثقافة في الخطابات الرسمية !
إنه لمن الذّكاء والدهاء أن يوظف رجل الدولة ثقافته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في خطاباته السياسية والرسمية بما فيها الاجتماعات المحلية والدولية كأن تكون الثقافة وسيطا لاكتشاف جديد وسببا في تكوين انطباع مختلف من شأنه أن يصنع صورة فاعلة تعمل على التأثير بشكل كبير على المتلقي ! ميدان الثقافة البصرية يمكن أن يخدم بشكل كبير للترويج للثقافة الوطنية كما ترى الباحثة «ديان مكدونيل» في كتابها «مقدمة في نظريات الخطاب» أن الخطاب يشمل جميع العلامات الكلامية وغير الكلامية وأية ممارسة رسمية أو أي تقنية يتحقق فيها وعبرها الإنتاج الاجتماعي للمعنى. واكبنا جميعاً كيف عمل سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على توظيف الثقافة الغنية التي تملكها السعودية من خلال اختيار مكان مشاركته في وسط منطقة العلا عاصمة الآثار والحضارة في الجلسة الحوارية الإستراتيجية التي شارك بها ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي وبحضور أكثر من 160 قائدا ورائد أعمال مؤثرا، مثلوا 28 قطاعا و36 دولة، هذا النوع من الرسائل غير المباشرة كفيل بإبراز التراث الحضاري للمملكة وكفيل بخدمة الرسائل الاتصالية التي تعمل عليها وزارة السياحة والتي بدورها تعمل في نجاح مستهدفات الرؤية 2030، لاحظنا الأسبوع الماضي أيضاً كيف شارك أمير منطقة الحدود الشمالية في اجتماع مجلس التنمية السياحية من وسط قصر الملك عبدالعزيز بمركز إمارة لينة، وهذا بدوره عمل على تعريف المتلقي على القصر والإمارة وساهم في النشاط السياحي للمنطقة.
أعول كثيراً على توظيف الثقافة في الخطاب بمختلف أشكاله ! أعول على الرسائل الاتصالية غير المباشرة، من الضروري أن نبدأ بنقل هذا التوجه للأعمال الصغيرة اليومية والفردية التي نعمل بها ! اجتماع عمل صغير مع أحدهم، حديث عفوي وحتى ورشة عمل عبر الاتصال المرئي، بمقدورك المساهمة بل من واجبنا المساهمة بالتسويق للثقافة الأصيلة والفريدة التي نملكها في مملكتنا الحبيبة !
arwa_almohanna@
00:03 | 22-01-2021
أبو الريحان البيروني.. «نموذجاً»
لطالما شكّلت الدراسات الثقافية ثورةً ضد الدراسات الأدبية الكلاسيكية وضد المفهوم التقليدي للثقافة، كما اعتبرت الدراسات الثقافية في أواخر خمسينات القرن العشرين علماً مستقلاً في إنجلترا، إذ تركز هذه الدراسات على التحليل الثقافي سواء كان تحليلاً نظرياً أو تجريبياً أو سياسياً، كما أشار الدكتور والباحث الأمريكي جيلبرت رودمان في كتابه «لماذا الدراسات الثقافية؟» إلى أنه يمكن من خلال هذا النوع من الدراسات أن يقود المشهد لمستقبل ثقافي نشط وقابل لبناء عالم أفضل كون الثقافة ذراعاً مثمراً ويمكن المراهنة عليه في تعزيز المفاهيم المجتمعية. يهدف رودمان من خلال نتاجه إلى تعزيز الاهتمام أكثر في العملية البحثية وطرح الأسئلة الإشكالية التي يمكن من خلالها الاقتراب من الظروف المستقبلية للثقافة.
يقودني هذا الفضاء للباحث والرحالة والفيلسوف والفلكي والجغرافي والمؤرخ والمترجم أبو الريحان البيروني، الذي يعد واحداً من أعظم العلماء الذين عرفهم العصر الإسلامي في القرون الوسطى وهو أول من أسس لمفهوم الدراسات العابرة للثقافات أو كما يطلق عليها أيضاً الدراسات المقارنة وهو أحد التخصصات المهمة في مسار علم الإنسان، عمل البيروني على كتب ودراسات مقارنة تفصيلية عن أنثروبولوجيا الديانات والشعوب والثقافات في الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط كما قدم النتائج التي توصل إليها بموضوعية كما عرف عنه، لكن شهرة البيروني بدأت عندما عمل عالماً في الهنديات حيث كتب عملاً كبيراً عن الثقافة الهندية تحت مسمى «تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل أو مرذولة»، حرص البيروني بشكل كبير على توثيق الحياة الهندية العلمية والمدنية مهتماً بالثقافة والعلم والدين يقول: «لن أقدم حجج خصومنا من أجل دحضها، لأنني أعتقد أن هذا خاطئ، كتابي لا يزيد عن كونه سجلًا تاريخياً لحقائق. سأضع بين يدي القارئ نظريات الهندوس كما هي بالضبط، وسأذكر في السياق بعض نظريات الإغريق موضحاً العلاقة الموجودة بينهما».
أتساءل كيف تعاملنا مع أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي (أبو الريحان البيروني) نموذجاً، عمل البيروني يساهم في إعادة تشكيل مفهومنا حول الثقافة وكيفية تعاملنا مع الدراسات الثقافية ومن ثم تشكيلنا للخطاب الثقافي! هل نعاني من أزمة معرفة؟ ضعف في المعارف؟ ضعف في البحث التاريخي؟ أم أننا نعاني من أزمة محاكاة للتاريخ الإسلامي؟!
arwa_almohanna@
00:25 | 15-01-2021
اقرأ المزيد