-A +A
ريهام زامكه
قررت أن أكتب لكم اليوم عن اللا شيء، أن أخلق مقالاً من عَدم ثم أنفخ فيه من روحي الباهتة هذه الأيام، فالناس لا يهتمون بالحقائق قدر تعلقهم بالتزييف، ولا يفضلون الصدق بل يحبون من يكذب عليهم متعمداً، لذا قررت أن أتعمد، وأكتب، وأكذب، وليس على الكاتب المهستر (الرافع) لقلمه -بمحض إرادته- مثلي أي حرج!

وبما أني أستفتح مقالي بدراسة فثقوا تمام الثقة أنها من (جيبي)، لكن هذه الدراسة غير، فهي واقعية وصادقة وليست بحاجة إلى أبحاث وتجارب لأنها ملموسة.


تقول دراستنا (الكذبية الصدقية) إن معدل كذب البشر هو 200 كذبة في اليوم ولأسباب متنوعة منها المجاملة والبراغماتية، وأرجو أن لا يسألني أحدكم عن معنى الأخيرة لأن الواحد مو ناقص (هيديك)!

المُهم؛ في حين تتهم النساء الرجال بالكذب، ويتهم الرجال النساء بالتهمة نفسها، حسمت تلك الدراسة الموقف، وأكدت أن الرجال هم الأكثر كذباً، حيث يكذب الرجل بمعدل 1092 مرة في السنة أي بمعدل ثلاث مرات في اليوم، في حين تكذب المرأة 728 كذبة سنوياً.

وبيّنت الدراسة أن الرجال والنساء يلجأون في الغالب إلى الكذب من أجل تجنب المشاعر السلبية من الشخص الآخر، وأوضحت أن هذا الهدف يدفع الشخص للجوء إلى الكذب في بعض الأحيان حتى لا يجرح أو يخسر حبيبته ويحاول الحفاظ عليها، مثلما فعل المفكر الفرنسي المُحب حينما أراد أن يبرر كذبته فقال لمحبوبته: «إن الرجل الذي لا يكذب على المرأة لا يقيم وزناً كبيراً لمشاعرها».

وصدقوني يا معشر الرجال حاولت بقدر المستطاع أن أبحث لكم عن أي دراسة تبرر موقفكم وكذبكم وتشكروني عليها، لكني لم أجد غير دراسة أخرى تؤكد أن «الرجل قد تفوق على المرأة في مجال الكذب، وأصبح لديه قدرة على الخداع والتظاهر بغير الحقيقة، رغم تفوق المرأة عليه في قراءة تعابير الوجه وكشف المشاعر».

كما نعلم تنتشر في الثقافة الغربية مقولة إن الكذب يزيد من طول الأنف تماماً كأنف الشخصية الكارتونية الشهيرة «بينوكيو»، فهل هذا صحيح؟!

رُبما، لأنهم يقولون إن درجة حرارة الأنف تزداد كردة فعل لعدم قول الحقيقة؛ لذا إن أردت كشف الكذاب فما عليك إلا أن تمسكه من (خشمه)!

والحمد لله لم أكذب في حياتي سوى مرتين، مرة عندما قلت أنا التي (خرمت) طبقة الأوزون، ومرة عندما صدقت فريد الأطرش حينما قال «تطلع من الأرض أطلع لك، تنزل من السما أنزل لك».

(ملاحظة):

هذا المقال لا يعبر عن وجهة نظر الصحيفة، ولا لسانها، ولا رأسها، ولا طولها، ولا عرضها، ولا العاملين فيها، ولا المسؤولين عنها، ولا المارين بجانبها، ولا الساكنين حولها، ولا القارئين لها، ولا الأخت الكاتبة القديرة الصادقة الكاذبة ريهام.

يبدو أن عليّ الانصراف الآن.. سلام.

* كاتبة سعودية

Rehamzamkah@yahoo.com