من أجمل ذكريات الطفولة التي لا تُنسى، عند زيارتنا السنوية لمدينة جدة، اللعب برمال الشاطئ وجمع القواقع والسباحة في البحر، عندما كان شاطئ البحر نظيفاً ومتاحاً للعامة، لذا حرصت على تحقيق رغبة ابنتي الصغرى باصطحابها إلى البحر مع سؤالها المتكرر عن سبب عدم وجود بحر في مدينة الرياض، ونظراً لبعد مدينة جدة فقد نويت اصطحابها إلى المنطقة الشرقية.
وقد أتاح عقد القمة العربية في مدينة الرياض وإعطاء سكانها إجازة لمدة يومين مع يومي العطلة الأسبوعية فرصة مناسبة للسفر، وتغيير روتين العمل أو الدراسة في منتصف العام الدراسي وهي إجازة لم يحلموا بها. وفور علم سكان مدينة الرياض بهذه الإجازة بدأت حجوزات الطيران، حتى يندر أن تجد مقعداً على الطائرة أياً كان اتجاهها إلى مدن السعودية أو إلى مدن الخليج.
أما الشقق السكنية في المنطقة الشرقية أو مدن الخليج، فيصعب أن تجد فيها شاغراً، وقد استغل بعض أرباب الشقق حاجة المسافرين فضاعف الأسعار حتى وصل سعر شقة تحوي حجرتين ألف ريال يومياً. وبالنسبة لنا فقد سافرنا براً إلى المنطقة الشرقية وإلى الخبر تحديداً، وتقارب مدن الشرقية جعلنا نتنقل بين الخبر والدمام والظهران، أما الجبيل فقطعنا أكثر من مائة كيلومتر للوصول إليها على طريق وعرة، بسبب التصليحات، بحثاً عن الشاطئ الرملي النظيف بعد أن بحثنا عنه في الخبر والدمام فلم نجده، لكننا مع الأسف لم نوفق أيضاً بالوصول إليه، ربما لم نبتعد عن المدينة بصورة كافية، فجلسنا على الكورنيش لنتناول الغداء بعد أن مللنا الدوران وهو كورنيش نظيف وجميل بحق وتم الحفاظ على نظافته بوجود لافتات تبين مقدار الغرامة المالية على من يرمي شيئاً على الأرض. وكان في نيتنا البحث مجدداً عن الشاطئ الرملي بعد الغداء لكن الهواء البارد الذي هب بعد نزول المطر غيّر مخططاتنا فعدنا بخفي حنين إلى الخبر تصاحبنا احتجاجات الأطفال الذين وُعدوا بقصور من رمال يبنونها لكن أحلامهم تبخرت وعادوا وهم يرددون بأن كورنيش الجبيل مشابه لكورنيش الدمام ولا يستحق قطع تلك المسافة المضنية.
إن ما يميز المدن الساحلية شواطئها الجميلة، ومهمة بلديات تلك المدن الحفاظ على الشواطئ، فقد يؤدي زحف المدن إلى أن تكون الشواطئ حصراً على بعض المرافق الخاصة التي لا يستطيع العامة تحمل نفقاتها، وقد يهمل ما تبقى منها للعامة فيصبح قذراً مؤذياً للذوق السليم ناهيك عن أن يكون وسيلة للاستمتاع أو الترويح عن النفس.
إن الزائر لجدة أو المنطقة الشرقية يكون الاستمتاع بالبحر من أولوياته، فالأسواق المركزية والمطاعم موجودة في كل مكان لكن البحر هو ما يميز هذه المدن، والعودة دون تحقيق تلك الرغبة، يجعل الزيارة مبتورة والمتعة ناقصة، فهل يعمل المسؤولون في تلك المدن على أن تكتمل متعتنا.. آمل ذلك..!
fma34@yahoo.com
رحلة البحث عن الشاطئ الرملي
2 أبريل 2007 - 19:29
|
آخر تحديث 2 أبريل 2007 - 19:29
تابع قناة عكاظ على الواتساب