أكد الباحث الدكتور خالد بن عبدالرحمن الجريسي على ضرورة تهذيب «النظام الاجتماعي» بقوة «النص الشرعي» القادر على ممارسة دور فاعل في تهيئة المجتمع لتقبل الظرف الاجتماعي المتسق مع إنسانيته والمتواكب مع أخلاقياته الفطرية واستشهد الدكتور الجريسي على هذا القول في كتابه «العصبية القبلية من منظور إسلامي» بـ (42) آية من القرآن الكريم و(79) حديثاً من السنة النبوية و(18) فتوى شرعية و(142) مرجعا ومصدرا علميا شرعيا وفكريا وثقافيا حديثا وقديما.
وبهذا استطاع الباحث ان يعالج التصنيف المجتمعي وواقع الطبقية وفق شواهد النصوص والفتاوى الشرعية والمراجع العلمية لاتقبل الجدل. وقسم المؤلف هذه الطبقيات إلى ثلاث فئات هي:«القبيليون» و«الخضيريون» و«الموالي» موضحاً أن «القبيلي» هو من ينتسب إلى قبيلة معينة بصلة نسب صحيحة،أي أن قبيلته وجماعته معروفتان،ولا خلاف في انتسابه إليهما ، أما «الخضيري» فهو من انقطع نسبه عن قبيلته المعروفة لديه،أو جهل أصله تماما لسبب أو لآخر كامتهانه صنعة لم ترض عنها أعراف قبيلته،أو ارتكابه جناية وتخفيه بسبب ذلك،أو زواجه من غير «القبيليين» وغير ذلك مما تعارفت عليه القبائل.
وجاء المؤلف بأربعة أسباب لفقد «الخضيري» نسبه وهي:النسيان والجهل والتوغل في التحضر والانعزال عن القبيلة،والخوف مما قد يجره الانتساب إلى قبيلة ما من الضرر،والفقر الذي يُلجئ المرء إلى أمور اجتماعية مذمومة كممارسة مهنة يترفع عنها ذوو النسب،والهجرة إلى خارج الجزيرة العربية،واضطرار المرء للاندماج في المجتمع الذي انتقل إليه.
وأوضح الباحث أن أصل كلمة «خضيري» هو من جهل أصله وانقطع نسبه عن القبيلة، بحسب ماجاء في معجمي «لسان العرب» و«القاموس المحيط».
وقد أجمع العالمان عبدالله المنيع وعبدالله الجبرين والأديب عبدالله بن خميس في تقديمهم للكتاب على حسن معالجة المؤلف للقضية ، خاصة أن الشيخ المنيع أوضح أن الباحث وفق في ذلك لما الكتاب يمثله من دعوة صريحة إلى مقت العصبية واتخاذ المعايير الإسلامية للكفاءة، أما الشيخ الجبرين فأشاد بالكتاب في مواجهته الآثار السيئة من الفخر بالاحساب والطعن في الأنساب والتمسك بالعادات المتلقاة من الآباء ،أما ابن خميس فأوضح أن البحث ناقش قضية العصبية القبلية والطبقية بأسلوب علمي مدروس.
الكتاب الذي يقع في (172) صفحة من القطع المتوسط احتوى على ثلاثة فصول، الأول: تحدث فيه عن «العصبية القبلية في العصر الجاهلي .. مفهومها ومظاهرها» و«تهذيب الإسلام للنظام الاجتماعي الذي كان سائداً في الجاهلية»و«حكم الإسلام في العصبية الجاهلية»، والفصل الثاني: فقد أفرده للحديث عن «العصبية المعاصرة ومظاهرها»، أما الفصل الثالث فحصصه لـ«معالجة الإسلام للعصبيات والمبادئ التي رسخها في نفوس المسلمين» مختتمه بالتوصيات التي خرج بها بعد هذه الدراسة القيمة.
الجريسي: الإسلام معيار للعلاقات الإنسانية لا «التعصب القبلي»
29 يناير 2007 - 19:30
|
آخر تحديث 29 يناير 2007 - 19:30
تابع قناة عكاظ على الواتساب
طالب بن محفوظ (جدة)