-A +A
عادل باصقر (عسير)
إعلان مستشفى رجال ألمع بمنطقة عسير حالة الطوارئ.. إثر حادث مروري لأسرة تتكون من 13 أسفل عقبة الصماء، كان الخبر الأبرز الذي تناقلته وسائل الإعلام وأعتاد الأهالي سماع مثله يوميا، حيث تشهد العقبة الشهيرة التي تربط أبها بمحافظة رجال ألمع حوادث مرورية مأساوية، بالرغم من قصر مسافتها التي لا تتعدى السبعة كلم، إلا أنها تعد الأخطر بين ثلاث عقبات في المنطقة.
ونظرا لخطورة العقبة وللحد من كثرة الحوادث المرورية التي تشهدها منذ إنشائها، أصدرت إدارة الدفاع المدني في عسير عام 1417هـ، تقريرا لإدارة الطرق والنقل في المنطقة (حصلت «عكاظ» على صورة منه) يوصي بإيجاد طريق بديل، على أن يدعم الطريق الحالي بوضع لوحات إرشادية تحدد النسبة والاتجاه ووضع مرايا عاكسة في الانحناءات الحادة، ووضع سياج حديدي على العبارات المحاذية للطريق، إلى جانب وضع «مطبات» صناعية في بعض الموقع لتخفيف السرعة.
كما تضمن التقرير منع نزول الشاحنات أو طلوعها مع العقبة، لما تشكله من خطورة على المركبات الأخرى لضيق الطريق.
من جهة أخرى، تشير الإحصاءات المرورية أن عقبة الصماء تخدم فوق 50 ألف نسمة، وهي أقرب طريق إلى أبها يرتادها يوميا ما يقارب20 ألفا من الموظفين والموظفات والمعلمين والمعلمات وطلاب وطالبات الكليات والمعاهد في رجال ألمع، وهي تخدم 10 قبائل يتجاوز عدد سكانها 100 ألف نسمة.

وبحسب عبدالله أحمد عسيري المعلم في إحدى قرى رجال ألمع، يقول يوميا ارتاد هذا الطريق نزولا وطلوعا للوصول إلى مقر عملي، ولا أخفيكم تتواصل معي والدتي عبر الهاتف من لحظة خروجي من المنزل لحين عودتي، خشية من أن يصيبني مكروه في العقبة، خاصة أن ابن خالتي قد توفي في حادث مروري في هذا الطريق، ويكاد هذا الخوف يلاحق كل من يرتاد العقبة خصوصا بالنسبة للموظفين والطلاب المرتادين للطريق بشكل يومي.
وذكر مصلح بن حسين، أن الأهالي أطلقوا مسمى عقبة الموت أو عقبة الثعبان على العقبة لخطورتها، ومع هذا تتوفر خدمات مساندة على جانبي الطريق، أو جهات رسمية تراقب وتتابع حركة السير، للوقوف على سلامة العابرين، وتكمن أهمية تواجدهم في مباشرة أي حادث في حال وقوعه لا سمح الله، ويكون بمثابة دليل لتوجيه مركبات الإسعاف والإنقاذ لمواقع الحوادث، فكثير من الحوادث التي تقع يصعب على بعض مركبات وآليات الإنقاذ الوصول إليها لوعورة وطبيعة المكان.
حوادث بالجملة
ويرى محمد الألمعي أن الطريق يفتقد لأبسط مقومات السلامة، وبشكل خاص في المنحيات الخطرة، متذكرا مشهد الحادث المروري الذي وقع لشاحنة أمام أم عينيه، وعن هذا المشهد يقول لقد عشت لحظات مرعبة وأنا أرى سائق شاحنة فاقدا لتوازن مركبته، في أحد منحيات العقبة الخطرة، ما أدى إلى ارتطامه بسيارة لم يتعرض سائقها لأذى، ولولا تعرض إحدى الصخور الجبلية في إيقاف زحف الشاحنة لكانت الكارثة أكبر بسقوطها من هوة أحد المنحيات، وبالتالي كانت إصابة السائق خفيفة بكدمات في رأسه وذراعه، حيث تم إسعافه من قبل بعض المارة، ويضيف الألمعي هذا المشهد وغيره أكثر خطورة يتكرر يوميا، مشيرا أن العقبة الحالية لم تقام وفق تصميم هندسي، وإنما كانت عبارة عن طريق قديم ممهد وتمت سفلته، هذا بالإضافة إلى أن العقبة تفتقد للصيانة الدورية من قبل الجهات ذات العلاقة.
ويضيف الألمعي، شدة الخطورة تصل لأقصاها عند هطول الأمطار، حيث تزداد خطورة السير في العقبة نظرا لعدم ثبات المركبات على الأسفلت من جهة، وحدوث الانهيارات الصخرية على الطريق من جهة أخرى.


عقبة قرون
ويفتح الألمعي ملف مطالبات الأهالي منذ أكثر من 40 سنة بتنفيذ مشروع القرون الرابط بين أبها ورجال ألمع، كطريق بديل عن عقبة الصماء، ورغم صدور القرار بالبدء في التنفيذ إلا أن هناك مماطلة من قبل وزارة النقل، مشيرا إلى أن هناك الكثير من المكاتبات بين شيوخ القبائل والمقام السامي مرورا بإمارة المنطقة، وكان أبرزها عندما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله، حينما كان وليا للعهد في 1402هـ، توجيهه الكريم لوزارة النقل باعتماد تنفيذ مشروع عقبة القرون، وتكون ميزانيتها من ميزانية عام 1402هـ، أو التنفيذ من ميزانية العام التالي، وأرسل التوجيه لوزير المالية للاعتماد المالي، ولكن لم تحرك الوزارة بتنفيذ المشروع، ومازالت المخاطبات قائمة إلى الآن دون جدوى.
ويختتم الألمعي حديثه جميع تلك المخاطبات مازالت موجودة ومحفوظة، كما يمكن التأكد من تعطل المشروع عن طريق موقع بورصة الوعود السعودية، وهو موقع يرصد جميع المشاريع المنفذة والمتعثرة والتي لم تنفذ بالساعة والدقيقة.
من جانبه أكد مدير عام الطرق بمنطقة عسير المهندس علي بن سعيد بن مسفر أن إدارته تتابع وبشكل دوري صيانة عقبة الصماء، مشيرا إلى أن هناك مشروعا لتعديل مسار العقبة، تم استكمال تصاميمه بمواصفات فنية تعالج حدة الخطورة القائمة في الطريق الحالي. وأضاف المهندس بن مسفر أن مشروع الطريق البديل من أولويات إدارة الطرق بالمنطقة، مؤكدا أن البدء في التنفيذ رهن الاعتماد المالي.