خلف أسوار بعض المصالح الحكومية في تبوك، تحدث سيناريوهات مخالفة من قبل العمالة الآسيوية، هذه المخالفات تتمثل في تعمد تلك العمالة إلى تحويل ساحات تلك المصالح إلى مزارع للخضروات، إذ انصرف العمال عن مهماتهم بحراسة المبنى والاعتناء بنظافته إلى زرع الفجل والخس والجرجير والكوسا وبيعها في ساحات المساجد وفي الأسواق.
جولة «عكاظ» كشفت الكثير عن هذه الممارسات المخفية عن الأنظار، طلقة البداية كانت باتجاه خزان المياه المجاور لمستشفى الملك فهد بتبوك، أبوابه كانت مغلقة والسور المحيط بالخزان يمنع رؤيا كل شيء سوى برج يطاول عنان السماء يظنه الرائي هو كل مايوجد في ذلك المكان.


دخلنا إلى فضاء الخزان لنجد مزرعة كبيرة للخضروات فجل، خس، جرجير، نعناع، فلفل وكوسا تديرها عمالة آسيوية على ملاك وزارة المياه. لم يمنعنا أحد من التصوير وحينما سألناهم عن تلك المزرعة تحدث كبيرهم في ذلك المكان وأكد على أنها مزرعة خاصة بهم يأكلون منها ولايبيعونها، لكن وجود عدد من صناديق «الفلين» المجهزة لتعبئة الخضروات في نفس المكان، كشف أن خضروات المزرعة يتم بيعها في الأسواق.
جولتنا الثانية كانت في خزان المياه المقابل لأحد الأسواق الشعبية في حي الأخويا أيضا أبواب الموقع كانت مغلقة وبعد الطرق على الأبواب لعدة دقائق فتح لنا أحد العمال الباب، وصدمه مشهد الكاميرا وبعد حوار معه دخلنا إلى الموقع ووجدنا مزرعة أخرى وكراتين من الفلبين لتعبئة الخضروات.
وأوضح عدد من مواطني الحي أن العمالة الوافدة حولت حوش الخزان إلى مزرعة تنطلق منها جيوش الحشرات نحو بيوتهم، فيما اعترف أحد العمال الموجودين بالموقع بأنهم يبيعون تلك الخضروات عند المساجد ولبعض المحال الصغيرة داخل الأحياء.
وأكد عامل آخر أن لديهم توصيات بعدم دخول أي «مواطن تحديدا» لهذه الأماكن، موضحا أنهم يمارسون زراعة الخضروات في هذه الأماكن منذ سنين بدون رقابة من أي جهة، ولم يمنعهم أحد أبدا، وأكد على أن هذه أول مرة يدخل علينا أحد يسألنا عن تلك المزارع -بحسب قوله-.
من جهته أوضح جميل البلوي وهو أحد السكان المجاورين لخزان المياه في حي الأخويا «أنه يشاهد كل صباح جمعة عددا من العمالة يدخلون إلى موقع الخزان ويخرجون بصناديق الفلين ثم يتم حملها بسيارة «هايلوكس» قديمة، ولا أعلم إلى أين يذهب بها.
واستغرب حمدان الصالح وهو أحد السكان المجاورين للخزان من عدم الرقابة على العمالة الوافدة، وتساءل كيف يترك هؤلاء العمالة يمارسون الزراعة والتجارة وهم بالأساس مكلفين بالحراسة والصيانة للخزان فقط.
وفي نفس السياق تساءل مهدي علي عن تلك الخضروات التي تتم زراعتها وبيعها للمواطنين هل يتم الكشف عليها وهل المياه التي يسقون بها الزرع نظيفة وصالحة وماذا عن المسؤولين في المنشأة هل يعلمون عما يحدث في تلك الأماكن ؟.
وفي موازاة ذلك أوضح المهندس صالح الشراري مدير فرع وزارة المياه بتبوك أن إدارته سبق وأن أتلفت جميع ما تمت زراعته في تلك الأماكن، موضحا أن ما تتم زراعته من قبل العمال يعد تصرفا فرديا، ووعد بالتحقق من هذا الأمر ومحاسبة المقصر في كل مكان يثبت فيه مثل تلك الممارسات.