-A +A
حاوره: عبدالله الغضوي (هاتفيا- اسطنبول)

أكد اللواء الدكتور سليم إدريس رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر في حديث لـ«عكاظ» أنه يدير من خلال غرفة العمليات المركزية كل العمليات العسكرية في الداخل السوري وفي الجبهات الخمس. وقال في أول حديث مع صحيفة عربية إن المعارك التي يخوضها الثوار هي من تخطيط قيادة الأركان، مؤكدا أنه يعمل من الداخل السوري بالتنسيق مع كافة الكتائب على الأرض.

واتهم اللواء ادريس إيران بإدارة الحرب في سورية، مؤكدا أنها منعت الأسد من وقف القتل والتدمير وعارضت رحيله، مضيفا كذلك أن ثمة خبراء من روسيا يقدمون الدعم العسكري لقوات النظام.

وحول مبادرة المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي، رفض اللواء هذه المبادرة معتبرا أن فيها الكثير من الاستفزاز للشعب السوري.. فإلى تفاصيل الحوار:



• تم في 14 ديسمبر (كانون الأول) الماضي تأسيس مجلس القيادة العسكرية العليا المشتركة في أنطاليا، وكنت قائد أركان الجيش الحر.. ماذا قدمتم للداخل؟

• كل المعارك التي تقودها الكتائب المقاتلة في الداخل تجري بتدبير وتخطيط قيادة الأركان، ونحن على تواصل دائم وبشكل يومي مع الثوار في الداخل، وأستطيع القول إننا ندير المعارك في كل المدن السورية، وأنا شخصيا على تواصل مع المقاتلين ونراقب التطور على أرض الميدان، وأؤكد لك أن الثوار في الداخل يتقدمون كل يوم ويكسبون على الأرض، بينما لوحظ مؤخرا انحسار سيطرة النظام على مناطق الشمال والشرق السوري.

• هل لك أن توضح كيف تديرون هذه العمليات القتالية في الداخل.

• هناك تفاصيل عسكرية دقيقة لا يمكن الكشف عنها بشكل واضح، لكن دعني أوضح لك آلية العمل العسكري بين قيادة الأركان والكتائب المقاتلة، لدينا غرفة عمليات رئيسة في مقر قيادة الأركان في الداخل، هذه الغرفة على تواصل مع غرف العمليات في الداخل التي تم تقسيمها على الأرض السورية إلى 5 غرف في المنطقة الشمالية والجنوبية والشرقية والوسطى وريف دمشق، وكل عمليات التنفيذ والتخطيط والتسليح تتم بالتنسيق مع غرفة العمليات المركزية.

• ما طبيعة قادة الغرف الفرعية في المناطق السورية، هل هم من العسكريين أم المدنيين؟

• إنها قيادة مشتركة، فهناك قائد ثوري «مدني» وآخر عسكري، ولا تنس أن الكثير من المقاتلين على الأرض من المدنيين الذين أجبرتهم مجازر النظام السوري على حمل السلاح دفاعا عن النفس، وهذه هي طبيعة تركيبة قيادة الأركان التي تضم 30 شخصا، 11 ضابطا منشقا و19 من المدنيين الذين حملوا السلاح.

• بمناسبة الحديث عن التسليح.. ماذا عن الوعود الغربية بالتسليح؟

• حتى الآن لم نجد دعما جديا من الدول الغربية، ومعظم السلاح الذي يقاتل به الثوار هو من الغنائم ومن بعض ما يقدمه السوريون في الداخل والخارج.

• ما أكثر الجبهات الخمس أهمية بالنسبة لكم وللمتغيرات العسكرية؟

• كل هذه الجبهات أهداف مهمة بالنسبة للنظام، وهي تعمل بشكل متناغم حسب المعطيات على الأرض.

• لكن سيادة اللواء.. لا بد من وجود أولويات عسكرية لجيش النظام.

• صحيح.. ربما لاحظت في الأيام الماضية أن قوات النظام السوري كثفت من عملياتها العسكرية في المنطقة الوسطى في حمص، وشددت الهجمات باتجاه البيضة وتلبيسة من محاور عديدة، سعيا للتقدم باتجاه المناطق الشمالية والشرقية، خصوصا بعد أن تراجعت سيطرته على هذه المناطق. لكن الثوار على الأرض يدركون كل هذه التحركات وهم يقاتلون ببسالة وتضحية قل نظيرها في التاريخ العسكري الحديث.

• تناقلت وسائل الإعلام العربية والعالمية ما سمي بـ(حرب المطارات)، ما خططكم على الأرض، وهل توافق على هذه التسمية؟

• بالفعل.. هي حرب مطارات.. وفي الحقيقة لا خيار لنا إلا خوض هذه الحرب، فالنظام لا يتفوق علينا إلا بالطيران، ولا بد أن نسيطر على مطاراته لتحييد سلاح الطيران، ولقد خاض الثوار ولا يزالون حربا عنيفة في محيط مطار تفتناز في إدلب ومطار منغ العسكري في حلب، وبقية المطارات الأخرى، وتكتسب هذه المطارات أهمية استراتيجية باعتبارها نقطة انطلاق لضرب الأرياف حيث تسيطر الكتائب المقاتلة.. ودعني أقول لك إنه بمجرد انتهاء حرب المطارات ستبدأ حرب الصواريخ والمدفعية، وهي أهدافنا المقبلة في حربنا مع قوات النظام.

• ننتقل إلى موضوع الدعم الإيراني الروسي.. هل ما زال هذا الدعم مستمرا، وماذا يشمل؟

- الدعم الإيراني الروسي لم يتوقف منذ بداية حرب الأسد على الشعب السوري، وهو دعم مفتوح بكل الاتجاهات، ولدينا معلومات مؤكدة أن إيران تمد النظام بأحدث أجهزة الاتصالات الحديثة لتتبع الثوار والضباط، فضلا عن المشاركة العسكرية والمالية، أما بالنسبة للروس فهم يشاركون عسكريا وعلنا، إذ هناك العديد من المستشارين العسكريين يقدمون لقوات النظام الدعم والمشورة.

• البعض يقول إن الحرب في سورية هي حرب إيران؟.

- هذا صحيح بالمطلق، ولدينا معلومات تؤكد أن الإيرانيين رفضوا أن يرحل الأسد أو حتى أن يوقف القصف والقتل، بل منعوه من التخلي عن القتل والتدمير، وأقنعوه أنه سينتصر على الثورة، لكن نقول في قيادة الأركان.. لن نسمح له حتى بالهروب.. سنحاكم كل من تلوثت يده بالدم السوري.

• وماذا عن الانشقاقات المتواصلة.. هل ما زلتم تتقبلون هذه الانشقاقات؟

• باب الانشقاقات مفتوح لكل من يريد الالتحاق بالثورة، نحن نعرف صعوبة عملية الانشقاق والرقابة التي يمارسها النظام على المسؤولين العسكريين أو المدنيين، لذلك نقدر ظرف كل من ينشق، وكان آخر المنشقين المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي الذي كان محط ترحيب من قبلنا، وندعو كل المسؤولين السياسيين والعسكريين إلى الانشقاق ونقول لهم الباب ما زال مفتوحا.

• طرح الإبراهيمي ما يعرف بالمبادرة الأمريكية الروسية القائمة على الحل السياسي وحكومة مشتركة للخروج من الأزمة، ما موقفكم في القيادة؟

• هذا المبادرة مرفوضة جملة وتفصيلا، وفيها الكثير من الاستفزاز للشعب السوري، لا مكان للأسد ومن معه في سورية الجديدة، لن نقبل إلا بمحاكمتهم ومحاسبتهم.. ودعني أقول لك.. إن المعركة في سورية حياة أو موت.

• ما مستوى علاقتكم مع الائتلاف، وهل من تنسيق مشترك، وما المطلوب منه الآن؟

• اجتمعنا مع قيادة الائتلاف في الشهر الماضي، وتم توحيد الرؤى حول إسقاط النظام بكل رموزه، ونحن على تنسيق وتواصل دائم معهم، فهو الغطاء السياسي لعمل قيادة الأركان. أما بالنسبة لما هو مطلوب، فنأمل أن يتمكن من تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن، إذ إن تشكيل هذه الحكومة يخفف الضغط على المجالس العسكرية في إدارة المناطق المحررة.

• ثمة مخاوف دولية من انتشار السلاح بين المدنيين في مرحلة ما بعد الأسد، هل لديكم خطة لنزع السلاح؟

• صدقني.. وبحكم تواصلي مع كل الثوار، لا أحد يريد أن يواصل استخدام السلاح، المدنيون سيتركون السلاح بمجرد سقوط الأسد، ونحن بكل تأكيد لدينا خطة عملية لضبط المناطق المحررة ونزع السلاح، وفي القريب العاجل سيبدأ عمل عناصر الأمن التابعة للثورة وكذلك الشرطة العسكرية «الثورية» والمخافر والمحاكم أيضا.. نحن نريد بناء مشروع حضاري والانتقال إلى سورية الدولة المدنية التي يتساوى فيها كل السوريين.