-A +A
إبراهيم خضير (مكة المكرمة)
يعتبر حي كدي من الأحياء القديمة في مكة المكرمة التي لازالت تحتفظ بالكثير من عبقها التاريخي وخصائصها رغم تأثرها بمعطيات المدنية المعاصرة، ويمثل الحي نصف مكة المكرمة في العصر القديم وما يزال واحدا من أكبر الأحياء احتضاناً للسكان إلى جانب كونه يحتضن أكبر عدد من الحجاج والمعتمرين والزوار سنوياً إذ يضم أسرا وعائلات مكية كبيرة منهم العالم والوزير والسفير والقنصل والداعية والمدير وقد ساهمت بفاعلية فى نهضة هذه البلاد الطاهرة.

وتميز حي كدي بالكثير من الخصائص والميزات التي لا تتوفر في ما عداه من أحياء مكة المكرمة حيث أطلق على هذا الحي أبو الأحياء لأنه كان يجمع كافة سكان مكة المكرمة عندما كانت مكة محدودة المساحة وكان الأهالي جميعهم يعرفون بعضهم خاصة أبناء الحي الواحد والغريب إذا دخل حيا من الأحياء لفت نظر جميع أبناء الحي وإذا تكرر دخوله تعرض للمساءلة عن أسباب تردده وإذا ذكر اسم شخص من أبنائه شفع له ذلك الشخص في التردد على الحي بعد ذلك دون مساءلة.
وكان أهل كدي أصحاب صنعة وحرف يدوية ويتشرفون بخدمة الحجيج في موسم الحج ومنهم أقدم المطوفين أضف إلى ذلك عنصرا مهما في حياتهم وهو طلب العلم الشرعي والانشغال بالثقافة والقراءة والبحث العلمي رغم ضيق ذات اليد ومحدودية إمكانيات الكثير منهم كانوا لا يفوتون أي فرصة تتاح لهم لشراء كتاب وقراءته وإهداء بعضهم البعض للكتب دليل على حرص المجتمع المكي منذ القدم على البحث العلمي والاطلاع والمعرفة لذلك تجد اليوم كبار السن من أبناء مكة المكرمة يتميزون بثقافة دينية وأدبية وشعرية ورياضية كما كانت المراكيز داخل الحارات تحيا يومياً بمناقشات علمية هادفة، وهذا الحوار الوطني الذي تتناقل أخباره وسائل الإعلام حالياً مارسنا ما يشبهه في مكة المكرمة منذ أكثر من (70) عاما لذلك كانت هذه المجالس ميدانا لطرح الأفكار التي تصب في مصلحة العلم والمعرفة.
وكان مجتمع سكان حي كدي مترابطا ومتماسكا وتسوده قيم وسلوكيات حيث كانوا أسرة واحدة كان كبير الحي يوجه جميع أبناء الحارة وعندما يرى خطأ يصدر من أي شاب لا يسأله من أبوك بل يوجه له النصيحة وإذا احتاج الأمر للعقاب البدني مارسه ويجد المباركة من جميع أبناء الحي وكانت مظاهر التكافل تتبدى في الأفراح والأتراح حيث يشارك جميع أهالي الحي في مناسبات الزواج وتتحمل مجموعة منهم تكاليف الطبخ ومجموعة أخرى قيمة الذبائح وآخرون يتحملون تكاليف تجهيز البيت ولم يكن هناك غرف نوم كما هو الحال اليوم بل المُنَجد يقوم بصناعة لحاف خاص للعرسان ويقدم هدية للعريس يتحمله أهالي الحي وأصدقاء العريس ويتسابق الجميع لخدمة العريس كما تعلن مظاهر الفرح والسرور داخل الحي قبل موعد الزواج بأسبوع.
واشتهر أهالي حي كدي بالعمل في حرفة الحدادة والنجارة والبناء ولهم دور كبير في أعمال التوسعة السعودية الأولى للمسجد الحرام وهناك البردعجي ومن يعمل في صناعة الخزف والمكانس وطلي القدور والفحام إضافة إلى أنهم كانوا أصحاب بسطات ودكاكين ويستحوذ الحي في الوقت الحالي مكانة استراتيجية بالنسبة للنهج العمراني فأصبح من الأحياء القريبة من المسجد الحرام من جهة أجياد بعد أن تمت إزالة الكثير من البيوت الشعبية القديمة ليصبح حي كدي قريبا من المسجد الحرام بما يقارب 500 متر فقط.
وعرف حي كدي بالماضي بسكان من قريش أما في الوقت الحالي فقد تنوع سكان الحي من جميع الجنسيات والجاليات فقد سكنه العديد من القبائل السعودية واستوطنت الجالية البرماوية من أقدم الجاليات القاطنة في الحي بالإضافة إلى استيطان الجالية الأفريقة في الحي . وبرزت سمات الكرم على أهالي كدي ولا تزال الرعاية والاهتمام بوفود الرحمن قائمة حتى وقتنا الحاضر وهذا ما يميز (كدي) عن باقي الأحياء أنها تعد أقدم أحياء مكة المكرمة وتعود نشأتها إلى عهد ما قبل الإسلام وسكنها عدد من القبائل في الجاهلية ويعتبر كدي أقرب المناطق المجاورة للمسجد الحرام التي يصل إليها وفود المعتمرين والحجاج القادمين عن طريق البحر أو القاصدين لمكة المكرمة لذلك اشتهر حي كدي وبقي حاضراً في أذهان كل من أراد زيارة المسجد الحرام حيث يقع حي كدي في جنوب المنطقة المركزية وهو من أقدم أحياء مكة المكرمة ويمثل نصف مكة في العصور القديمة وواحدا من أكبر الأحياء احتضانا للسكان والمعتمرين والحجيج الذين يفضلون الإقامة في حي كدي لقربه من الحرم المكي الشريف.



أمثال شعبية

• إذا جيت رايح كتر من الفضايح
• إذا حلقوا لغيرك بل رأسك واستنى
• أكفي القدره على فمها تطلع البنت لأمها
• ايش عرف الحمير بأكل الجنزبيل
• البيض الفاسد يتدحرج على بعضه
• بعد ما أكل واتكا قال ريحة مستكا
• حاجة ما تهمك وصي عليها جوز أمك
• الحر من غمزة والحمار من رفزه
• رجعت حليمة لعادتها القديمة
• ست وجاريتين على قلي بيضتين
• ما لقيت في الورد عيب قالت يا أحمر الخدين
• إذا تعاندوا الحمير يا بخت الركاب
• أعطي العيش لخبازه ولو اكل نصه