أصعب ما يصدقه الإنسان/ المشاهد (ليس لأن هناك من لا يشاهد هذه الأيام)، ولكن لأنه قد يفضل البعض أن يعتمد على أذنه أكثر من أي شيء آخر، وخصوصا أن إذاعات الـ fm أصبحت أكثر من الهم على القلب، ولكن الذين يعتمدون على آذانهم لايزالون يعيشون خديعة الشاعر (الأذن تعشق قبل العين أحيانا)، حين (يتلكع) أحدهم في أحدى المذيعات.
المهم، ولكي لا نذهب بعيدا، ومن ثم يفسر (المترصدون) إننا ضد من يفضلون أن يسلموا آذانهم للإذاعات ولسخافات بعض المذيعين والمذيعات الذين (صاروا في يوم وليلة) وعلى طريقة المطربة الراحلة وردة، من أكبر المنظرين في علم الاجتماع والنفس وتقديم الوصفات السريعة والحلول الذهبية، مع معرفتهم (فرويد)، قد يقرأونه على أنه (فرو.. يد) ويذهب تفكيره من هو (فرو) دب وإلا ثعالب وإلا قرد.
لنخرج قليلا من أجواء الإذاعات وندخل على الفضائيات، أعتقد أننا حين تبدأ بمتابعتها بعد الإفطار تحتاج إلى مكيف من طراز 52 ألف وحدة تبريد (ما بتخسر ..أبدا ..لمن بيعطيك برودة) تقلل من (البهارات) التي بدأت تعمل بشكل جيد، وكأنها تحالفت علينا الرشفات الأولى للقهوة التي تصل للدماغ مباشرة، مع بدء المسلسلات التي تقدم تشكيلتها المنوعة من الأزياء ومع كل (موديل) تقدح أعيننا في تلك اللحظة، فنفقد بوصلة مايدور حولنا، ربما تكلفنا هذه الخطوة سماع بعض المفردات ممن يحيطون بنا (ما شاء الله منسجم) فيما تتجاهل كل شيء لينصب تركيزك على المتابعة، فيما أثبت الأيام جدوى شعارات الإعلامية المصرية هالة سرحان التي ابتكرته لإحدى القنوات الفضائية شعارا (مش حتقدر تغمض عينيك).