اشتهرت «الزيمة» بمجلس يسمى «البداية»، وهو أثري مبني بالحجارة، وجذوع النخل ويقع بجوار المسجد، ويعود بناؤه إلى القرن الحادي عشر الهجري، ويعد هذا المجلس واجهة القرية، إذ تعددت أغراضه، فهو مقر إقامة الضيوف من العلماء والمسافرين، ولكل من قصده، كما يتخذ مقر لعقد الاجتماعات التفقدية، لأهل القرية، ومعرفة أحوالهم ومعاشهم، كما تقام فيه احتفالات الأعياد وغيرها من المناسبات، وقد تعاقب على الاهتمام بهذا المجلس أبناء القرية، وهو المكان الذي توراثوا من أجدادهم، حيث يعتبرونه مكملا لمسيرة أجدادهم، عندما كانوا يستقبلون فيه ضيوفهم واستمروا هم على نفس المنوال يستقبلون فيه الحجاج والوزوار و العلماء و المثقفين وغيرهم.
وأوضح عمر بن مساعد الصوفي (أحد وجهاء القرية )، «أن مجلس الزيمة يمثل أحد أهم موروثات المنطقة، فهو تعبير عن الكرم و الجود، حيث لا نزال نستقبل ضيوفنا في قرية الزيمة في هذا المكان ونحن مخصصين أيام الإجازات والعطل لقضائها في القرية، لأن هناك أجواء خاصة بعيدا عن ضجيج المدينة وآلاتها.
وأضاف الصوفي، «في السابق أبان جريان عين الزيمة، كانت الأرض تنعم بالخضار وأشجار الموز تضفي جمالا على بساتين الخضروات، والفواكه، حيث تعلمنا في هذه الأرض سبل العيش والعمل في الزراعة، كما أننا دائما ما نقف على أطلال أجدادنا من خلال السوق، الذي يشكل نوعا من التاريخ المحفور في الذاكرة، وهو تجارة أجدادنا في بيع المواد الغذائية، والوقود وجميع ما يخص الحجاج والمسافرين.
واستطرد الصوفي يقول «لا تزال الزيمة نقطة وقوف للحجاج اللذين يشترون بعض من احتياجاتهم من الباعة اللذين يتخذون من واجهة القرية موقعا لهم للبيع والتجارة بينما كان في السابق السوق في وسط القرية، لافتا الى أن عين الزيمة التي لا يختلف على عذوبة مائها اثنين، كان الحجاج والمسافرين و كذلك أهل مكة لا يتوانون في الوقوف عندها، وتذوق عذوبتها.
وأضاف الصوفي «نحن أبناء القرية نجتمع في مجلسنا الحالي، كل مساء أيام الأربعاء والخميس، نتبادل الأحاديث ونلتقي ضيوفنا في هذا المكان.
عريكة السمن البري
تعد العريكة من أشهر أنواع المأكولات الشعبية في قرية الزيمة، منذ القدم ولا تزال أحد الأركان الرئيسة في موائد الأعياد والمناسبات المهمة .
وتصنع العريكة على حرارة الجمر في الكانون، بعد أن توضع داخل المجرفة، و يتم تقليبها حتى يتحمص القرص، بعدها تكسير في قطع صغيرة داخل طاسة، و من ثم يتم صب السكر المطحون والسمن البري عليها، وتقلب إلى أن يمتزج السكر و السمن بالقرص.
مجلس العمدة
سوق الزيمة أطلال من الماضي وتاريخ محفور في الذاكرة
24 مايو 2012 - 20:30
|
آخر تحديث 24 مايو 2012 - 20:30
سوق الزيمة أطلال من الماضي وتاريخ محفور في الذاكرة
تابع قناة عكاظ على الواتساب
حاتم المسعودي (مكة المكرمة)