• دائما ما أحلم بأنني ألبس مجموعة من الخواتم ذات الأحجار الكريمة بجميع أشكالها، علما بأنني من هواة جمع الأحجار الكريمة، هل لهذه الأحلام علاقة بما أقتنيه من تلك الخواتم، وهل فعلا أنها قد تكون مسكونة بالجن أو ما شابه؟
ملك سليمان
• من عجائب الأمور مايتداوله البعض في ما يخص الأحجار الكريمة والخواتم ذات الأشكال العجيبة؛ والتي يعتقدون فيها من توفيق وحسن تدبير وتيسير وتعسير وخادم ومخدوم وساكن ومسكون كما يدعي البعض، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على ضعف التوكل وقلة اليقين بالله سبحانه وتعالى؛ خاصة أولئك الذين يعتقدون أن هذا الحجر ينفع ويضر أو به خادم من الجان يساعده على قضاء حوائجه، هذه كلها من الأمور التي تزعزع عقيدة الإنسان في باب من أبواب التوكل على الله سبحانه وتعالى، وقد انتشرت هذه الظاهرة في ظل كثرة تواجد السحرة والمشعوذين في زماننا؛ الذين يدعون قدرتهم على تسكين هذا الخاتم بالجان الذي لاحول له ولا قوة في ظل هذه الإدعاءات الباطلة، وللأسف يجدون من يصدقهم في ذلك ومحاولة الكثير منهم -كما ذكر لي بعض الإخوة- الوصول إلى التشبه بخاتم سيدنا سليمان عليه السلام؛ لاعتقادهم أن ملك سيدنا سليمان كان في خاتمه، وهذا للأسف اعتقاد خاطئ وفيه تزييف كبير نابع من أساطير وخرافات لا أساس لها، لأن ملك سليمان هو هبة من الله عز وجل لدعوة دعاها عليه السلام «ملك لاينبغي لأحد من بعدي»، وهذه دعوة صريحة وواضحة بأنه ليس لأحد القدرة على امتلاك هذا الأمر، خاصة أن عالم الجن مكلف تماما بما نحن مكلفون به؛ ولايمكن لأحد التقرب إليهم إلا عن طريق الطلاسم السحرية؛ وهي التي تتم بين الساحر والجان الكافر، علما بأن هذا الأمر يتم بمقابل وليس بالمجان، بمعنى أن يقدم الساحر أيضا مايرضيه ويخرجه من الملة، أما ما يكون من علاقة بين الجان المسلم والإنسان بمعنى العلاقة التي لا تشوبها شائبة، فهذه هبة من الله يخص بها من عباده من يشاء، وكما يعجب الإنسان بالأحجار الكريمة، أيضا للجان الحق في ذلك الإعجاب، وليس معنى ذلك أن يترك هذا المسكين (الجان) هذه الأرض الواسعة والبحور والمحيطات ويأتي ويحشر نفسه في هذا الفص الذي لايتعدى حجمه السانتيمترين ويسكن فيه، لا أعتقد أن هذا فيه من المنطق ما يتقبله العقل، إلا إذا كان هناك أزمة مساكن عند الجان فهذا أمر آخر يحتاج إلى إعادة تفكير، وفي كل الأحوال لاننكر أن يكون هناك بعض الظواهر التي لايتقبلها العقل البشري، والتي تواكب الإنسان عندما يشتري خاتما أو فصا جديدا فتظهر أثناء ذلك بعض الأمور العجيبة كما سمعنا من البعض من إحساس بالقشعريرة أو ظهور روائح طيبة أو بعض التهيؤات، هذا إن لم يكن في أحد عينيه رمش طارف ويعتقد أنه خيال من الجان وهو لايدري عن نفسه، وقد واجهت الكثير من هذه الحالات ممن يدعون أنهم يرون الجان، ونكتشف إما أن تكون شعرة معلقة في طرف الجفن، أو ما يسمى بذبابة العين وهي نقطة سوداء تصاب بها حدقة العين، وأصل الحكاية أن يكون هناك أحد المعجبين بهذا الفص أو الخاتم من الجان فيشارك صاحب الفص الأساسي في امتلاكه أو الإعجاب به، لذلك أنصح بأن يكون الإنسان حسن التوكل على الله، وأن يحصن نفسه وأهل بيته وما يملكه بالقراءة والأذكار الشرعية من شر شياطين الإنس والجن ولن يضره شيء بإذن الله تعالى.. والله أعلم.
الأحمد: لاعلاقة لخواتم الأحجار الكريمة بالجن
15 مارس 2012 - 21:06
|
آخر تحديث 15 مارس 2012 - 21:06
تابع قناة عكاظ على الواتساب