-A +A
نواف عافت ـ الرياض
حي الجنادرية الذي يقع شرق مدينة الرياض وبالقرب من ستاد الملك فهد الدولي، يشكو سكانه من عدة مشاكل تؤرق بالهم وتسبب لهم الكثير من المعاناة، مثل الافتقار لخدمات الصرف الصحي ورصف الطرق وإنارتها وكثرة الحفريات التي تعيق حركة المرور، بالإضافة إلى معالجة أوضاع العمالة الوافدة.
وفي جولة لـ «عكاظ» داخل الحي أشار عدد من الأهالي إلى أنهم طالبوا بتوفير بعض الخدمات البلدية والترفيهية والمتنزهات العامة وإنشاء مراكز صحية ومدارس حكومية بدلا من المستأجرة، وإزالة أسواق الإبل والمخيمات التي تحيط بالحي بجانب معالجة ظاهرة انتشار العمالة الوافدة.
بداية تحدثنا إلى عيد العنزي الذي بادرنا قائلا: إن أبرز معاناتنا تتمثل في مشكلة الصرف الصحي التي تسبب لنا إزعاجا كبيرا، خاصة أن الشوارع تغرق بمياهه التي يستنشقها السكان، في حين تمتلئ الشوارع بالمستنقعات التي تحيط بالمنازل من كل جانب مما يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض، مشيرا إلى المعاناة أيضا من كثرة الحفريات في الشوارع وما تسببه من أضرار بالسيارات بجانب افتقار الكثير من هذه الشوارع للسفلتة والتعبيد والإنارة كما لا تزال شوارع الحي الداخلية ترابية ويمارس فيها بعض الشباب الطائش التفحيط دون أدنى اهتمام بأرواح وسلامة أبناء الحي وقد زاد من ذلك عدم تواجد الدوريات الأمنية بشكل مكثف حتى يرتدع أمثال هؤلاء، مبينا أن كثرة الطرق الرئيسية المؤدية لمهرجان الجنادرية وطريق الثمامة مع كثرة منافذها تسببت في حوادث عديدة مع عدم وجود لوحات إرشادية للطرق التي تحتاج أيضا للتوسعة تسهيلا لانسيابية المرور، حيث تتكدس السيارات عليها بشكل لافت.


ويطالب محمد العنزي بضرورة ترحيل سوق الإبل من الحي الذي تكثر في شماله الأحواش العشوائية التي تتخذ من الساحات الخالية مكانا آمنا لبيع حليب الإبل غير الصحي، مشيرا إلى انتشار المخيمات المتناثرة هنا وهناك، والتي يكثر فيها الشباب المراهقون الذين يشكلون إزعاجا وخطرا كبيرا على الأهالي وما يصدر منهم من فوضى، مناشدا بلدية أمانة الرياض الانتباه لمثل هذه المخيمات وإزالتها في أقرب وقت، بجانب الالتفات لكثرة العمالة التي تزاول نشاط بيع البلك عند مدخل الحي دون لوحات أو تراخيص من الأمانة، مما يعتبر مخالفة صريحة لأنظمة البلدية التي تمنع بيع مواد البناء بجوار المباني السكنية، وهذا بدوره يتسبب في تواجد الشاحنات وسيارات النقل الخفيفة بكثرة في الساحات الخالية داخل الحي.
واجهة المهرجان
ويبدو أن قرب الحي من ستاد الملك فهد الدولي لم يضف إليه ميزة بقدر ما نجم عنه خطر على الأهالي، كما يقول بذلك فهد العتيبي وذلك نظرا لإحاطة الملعب بالمباني والسكان لازدحام السيارات والجمهور عند إقامة المباريات وما ينتج عنها من تجمهر الشباب وجعل شوارع الحي ساحات للاستعراض والتفحيط، مطالبا بإيجاد حلول مناسبة لهذه المشكلة، كما يرى أن الحي يكتسب أهمية كبيرة نتيجة لقيام مناسبة سنوية يتجمع حولها الناس من جميع أقطار العالم وهي مهرجان الجنادرية التراثية بجانب ميدان الفروسية الذي تنظم فيه سباقات ومهرجانات الفروسية.. وقال إن وضع الحي كواجهة لكل زوار الجنادرية سبب مباشر في أن تولي أمانة مدينة الرياض اهتماما أكثر به، بجانب ما تحيط به من منشآت حكومية كثيرة مما يستدعي توفير الخدمات العامة من إنارة وتشجير ورصف وتعبيد للطرق بشكل جيد وتوفير ممشى خاص للأهالي وإكمال بناء حديقة الحي القديمة والتي تم تسويرها منذ سنوات دون أن يتم استكمالها.
وفي نفس الإطار ينقل المواطن عبيد الشمري جوانب أخرى من معاناة سكان الحي قائلا: إن حي الجنادرية القديمة وحي الجنادرية الجديد يقطنهما نسبة عالية من السكان مما يستدعي توفير أكثر من مركز صحي، إذ لا يوجد سوى مركز واحد وصغير جدا لا يستوعب الكم الهائل من هؤلاء السكان، ولهذا من الأهمية بمكان إنشاء مركز صحي آخر لحي الجنادرية الجديدة لاستيعاب المراجعين واستقبال الحالات الصحية من المناطق المجاورة كالثمامة، مشيرا إلى أن الحي ينقصه التشجير والحدائق والمتنزهات للأهالي، بجانب المعاناة من كثرة المدارس المستأجرة للبنين والبنات بجميع مراحلها مع عدم تهيأتها للعملية التربوية، كما تكثر في الحي العديد من المباني القديمة التي أصبحت مرتعا خصبا لتجمعات الشباب المراهقين والعمالة السائبة، بجانب كثرة مخلفات البناء وعدم وجود العديد من الجهات الرسمية كالشرطة والمرور وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ويلفت أحمد الرشيدي إلى معاناة أخرى تتمثل في الخطورة الناجمة من انحدار الطريق السريع الرئيسي وانقطاعه بشكل مفاجئ مما يؤدي إلى الكثير من الحوادث لمرتاديه، مشيرا إلى أنه أصبح طريقا لحصد الأرواح، مما يستدعي وضع علامات تنبيهية وبشكل واضح من أجل حمايتهم، مطالبا أن سكان الحي تقدموا بشكاوى كثيرة لتحسين الخدمات مما يتطلب تحركا سريعا لاحتواء تلك المشاكل التي يعاني منها الأهالي.
تجاوب البلدي
من جانبه، أكد عضو المجلس البلدي لمدينة الرياض فرحات طاشكندي أن المجلس قام بزيارة الحي أكثر من مرة واستمع إلى شكاوى الأهالي، إلا أنه أشار إلى أن هناك بعض الطلبات غير مختصة بالعمل البلدي، مثل إنشاء مدارس ومراكز صحية وأسواق وغيرها ولكن تم رفعها للجهات المختصة.
أما بخصوص النظافة والإنارة ورصف الشوارع وغيرها من الأمور، فقال طاشكندي: كنا نتخذ إجراءات سريعة خاصة أن الحي قريب من منشآت كبيرة، مثل جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية وكلية الملك فهد الأمنية وستاد الملك فهد وإذاعة الرياض وغيرها من المنشآت المهمة، بجانب وقوعه أيضا في الطريق المؤدي لمهرجان الجنادرية. وأكد أن المجلس بذل جهودا لإيجاد حلول للكثير من هذه المشاكل التي تلقاها من الأهالي وذلك عبر المجلس البلدي والجهات المعنية مثل وزارة الشؤون البلدية والقروية، وأنه تم مناقشتها بشكل تفصيلي واهتمام كبير بهدف وضع الحلول المناسبة لها، معبرا عن أمله في أن يواصل المجلس القادم الجهود لإيجاد حل للمشاكل العالقة الأخرى لتحسين أوضاع الحي بشكل كامل.