من يبني معي بيتا؟ فنتسابق إلى شاطئ البحر حاملين بأيدينا مجرفة ودلوا وبعض الأكواب الورقية فنجمع الرمل الرطب على الشاطئ ونبدأ بالبناء أنا ونايف، ومحمد يجمع الأصداف قبل أن يبني السور لنزين منزلنا، فاطمة نحتاج إلى الماء.. أنا سويت مسبح!!، بكل بساطة بنى نايف مسبحا، وخلال نصف ساعة أنجزنا بيتنا، عفوا أقصد قصرنا المطل على البحر وبه حديقة ومسبح وجسر لمرور السيارات والغرف فيه فارهات، إلا أن عيبه الوحيد أنه خارج أسوار الحياة ولم نأخذ تصريحا من البلدية وعدة قروض من البنك لا ننسى معها إحضار كفيل بعد أن نستوفي جميع الشروط للحصول على منزل ومنها أن لا تقل عدد سنوات العمل عن عامين ولا يقل الراتب عن عشرة آلاف ولن أكمل باقي الشروط فإذا تحقق الشرط الأول بالأحلام يتحقق الشرط الثاني في ظل عطالة وبطالة وكساد وفساد فبعد رحلة بحث طويلة عن عمل تجد فرصة عمل ذهبية براتب 1800 أو 2000 ريال، واحمد ربك يا شيخ ووفر وهذا بالضبط ما فعلته بعد أن قررت أن أجمع رواتبي وبعد ثلاث سنوات لعلي أتمكن من شراء شقة صغيرة على هامش أحد الأحياء وأنا أقول لعلي، فأجار الشقق الآن يتجاوز 24 ألفا في السنة فكم سعر شرائها؟ ولا عجب بأن يكون حلم امتلاك منزل قد يستغرق أكثر من عشرة أعوام ليحققه السعوديون نتيجة استفتاء قام به أحد المواقع مدام الحصول على قرض أو سلفة من بنك التسليف قد وضعت شروط تعجيزية أشك في أن من وضعها وضعها لتكسر أو أنه يسكن المريخ ويجهل وضع سكان الأرض الذين يموت نصفهم قبل أن يمتلك منزلا في حياته وقبل مماته ولو كان بأيديهم وكنا بغير هذا البلد لعجزنا أن ندفن موتانا، فالقبر أول منازل الآخرة ولطالبونا بتكاليف هذا المنزل والتي أظن بأن سعرها سيرتفع تضامنا مع موجة الغلاء ولأصبح حلم امتلاك منزل يرافقنا من الدنيا إلى الآخرة.. ومن الطريف يحكى أنه كان هناك صبي صغير يسكن هو وأمه فوق السطح في منزل دون سقف وأمطرت السماء بغزارة فخلعت الأم الباب ووضعته بشكل مائل مرتكزا على أحد الجدران واحتمت به مع صغيرها الذي سألها وهو مبتسم يمه الحمد لله إن عندنا باب نجلس تحته بس وش يسوي اللي ما عنده باب يحطه مثلنا؟.
همسة..
سأحمل دلوي وأخرج للبحر وأفرح ببناء منزلي فمن منكم يبني معي بيتا؟،
فالأمل بالفرح يوازي الفرح ذاته عندما تكون أصعب لحظات حياتك أن تنام على حلم جميل وتستيقظ على واقع مزعج..