منذ بدأ والدي الكتابة وهو طفل صغير لم يتوقف، لم يكتب ليقرأ الناس ما كتب وإنما لرغبة في نفسه يوجسها، ألف كتابا وهو في عمر الثانية عشرة وأسماه «أنيس الجليس فيما تدور بذكره الهواجيس»، ولم تثنه الظروف أو مشاغل الحياة عن الكتابة، فقد كان يدون على ضوء السراج يومياته، ويكتب مشاهداته أثناء رحلاته، فيكتب في الفندق والمطار والطائرة، واستمر عشقه للكتابة والتأليف، حتى وصل عدد كتبه المطبوعة 165 كتابا، والمخطوط زاد عن المائة، بعضها مكون من عدد من المجلدات، في مجالات شتى، فهو أديب ومؤرخ وجغرافي ونسابة ورحالة، وقد كتب في الرحلات وأحوال المسلمين ما لم يكتبه غيره، إذ ألف في ذلك 189 كتابا، طبع منها 125 كتابا، حتى سمي عميد الرحالين.
لم يكتب والدي لكسب مادي، أو رغبة في شهرة، فلم يسوق كتبه، ويعرفه الكثير من العامة من خلال برنامجه الإذاعي الذي يبث عبر إذاعة القرآن الكريم، عن رحلاته لتفقد أحوال المسلمين في العالم، ويعرفه المثقفون من خلال كتبه، ولم ينل شهرة عالمية تمكن من الاستفادة من إنتاجه حق الاستفادة.
وفي عالمنا اليوم، يمكن لمحركات البحث على الإنترنت أن تجعل ما يكتب في شرق الأرض متاحا لمن في غربها فور كتابته، شريطة تحميله على الإنترنت، ولهذا الغرض أنشأ الدكتور محمد المشوح، الذي تربطه بوالدي صداقة إعجاب واحترام، أنشأ موقعا على الإنترنت لوالدي الشيخ محمد بن ناصر العبودي، امتدادا لجهوده في التعريف بإنتاجه، فهو معد برنامجه الإذاعي ومقدمه.
ومن حق الدكتور محمد المشوح علينا وعلى الثقافة السعودية أن ننظر بتقدير واحترام لعمله الجليل، بإنشاء موقع إلكتروني عن الوالد، ضمنه إلى جانب سرد إصداراته، ألبومات تصور رحلاته، والحوارات التي تمت معه، ومقالات كتبت حول شخصيته.
الخطوة المهمة المقبلة التي تجعل إنتاج الوالد متاحا عالميا للدارسين والبحاثة، هو نشر كتبه إلكترونيا عبر موقعه الإلكتروني، وعمل مسح ضوئي لما لم تتوفر منه نسخ إلكترونية، وهي مساهمة جيدة في إثراء المحتوى العربي على الإنترنت والذي يبلغ 0,03 في المائة فقط من محتوى الإنترنت عالميا، ولو تم توزيع عدد المقالات العربية المنشورة على الإنترنت على المتحدثين باللغة العربية، لوجدنا أن كل 3 عرب يكتبون صفحة واحدة، بينما الألماني على سبيل لمثال، يكتب 6 صفحات!!
إن سعادتنا نحن أولاده بهذا الموقع، إلى جانب فخرنا به، أن يكون مثالا يحتذى لمن يطالع سيرته، كما كان لنا دوما، فالقراءة والمثابرة كفيلة، مع توفيق الله تعالى، بإيصال فاعلها لمبتغاه، وأن يكون هذا الموقع دافعا لرواد الفكر والثقافة في بلادنا لينشئوا مواقع خاصة بهم على الإنترنت، الذي أصبح على الرغم من عمره القصير الذي لم يتجاوز عشرين عاما، من أكثر وسائل الإعلام انتشارا ونقلا للمعرفة.
fma34@yahoo.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة
موقع عميد الرحالين
3 يونيو 2009 - 21:21
|
آخر تحديث 3 يونيو 2009 - 21:21
تابع قناة عكاظ على الواتساب