لا يكاد يخلو منزل في جازان من الفصفص، أو كما يسميه الجازانيون «الزعقة». وأصبحت «الزعقة» من الطقوس الجازانية، التي تمارسها النساء أكثر من الرجال، ويزدان على وقع صوت تقشير الفصفص مساجلات الحديث في العصر، ويتواصل لوقت طويل.
وتقدم «الزعقة» للضيافة وبكميات كبيرة، ويفضل أن تكون في أطباق خاصة، ومن أنواعها الأحمر المملح، والعادي الذي يطهى بلا ماء أو ملح.
وتحرص الأسر الجازانية على أن يكون للزعقة مكان مخصص في مطبخ كل منزل، وفي متناول الأيدي وبكميات كبيرة. وتتباهى النساء في طريقة أكلها حيث تعلق القشور على أفواههن، ثم تلقى على الأرض داخل المجلس، ومن العيب أن يقدم مع طبق الزعقة طبقا آخر لرفع القشور من الأرض.
الرجال في جازان لا يقبلون كثيرا على هذه العادة الا إذا كانت الجلسة عائلية، ويعتبر البعض الفصفص مأكولا نسائيا، ويرى آخرون أنه مضر بالصحة، ويسبب انتفاخاً في البطن.
ولعل المناسبات النسائية والأفراح كالزواج، والختان، وطقوس أفراح المواليد، هي أكثر المناسبات التي تقدم فيها الزعقة. ويرى الأهالي أن البيت الخالي منها أهله بخلاء.
الفصفص أو الزعقة هي بذور تنتجها شجرة دوار الشمس، ويقوم المزارعون بتجهيزه عبر عدة مراحل تبدأ بحصاده، ثم غسله وتجفيفه بتعريضه لأشعة الشمس، ثم أخيراً حمسه على النار حتى يميل لونه تدريجياً إلى الأحمر.
وغالباً ما يستورد من خارج المملكة، خاصة من جمهورية إيران الإسلامية وبعض الدول الآسيوية، وسجلت أخيرا أسعاره ارتفاعا بسبب انخفاض الإنتاج؛ لسوء الأحوال الجوية في بعض الدول وتعرضها لموجات من الجفاف.
ويرى الأطباء أن لب الفصفص مدعاة لزيادة نسبة الكوليسترول في الدم؛ لاحتوائه على سعرات حرارية عالية. وتكمن أضراره عند الإفراط في تناوله، حيث يسبب انتفاخ البطن بسبب الغازات، كما يؤدي إلى ثقل الجسم باعتباره وجبة غذائية متكاملة تحتوي على نسبة كبيرة من الكوليسترول والدهون، الأمر الذي يفقد الشخص شهيته في حال تناوله قبل الوجبات الرئيسية.
النساء يتفنن في تقديم الفصفص ويتباهين بطريقة تقشيره
«الزعقة»الجازانية متعة المجالس والأحاديث
24 مايو 2009 - 23:36
|
آخر تحديث 24 مايو 2009 - 23:36
«الزعقة»الجازانية متعة المجالس والأحاديث
تابع قناة عكاظ على الواتساب
منصور مجلي ـ جازان