كشفت شرطة منطقة المدينة المنورة والأدلة الجنائية غموض جرائم قتل وقعت في فترات متتابعة قبل أشهر، وراح ضحيتها ثلاثة مقيمين باكستانيين على يد مقيم من بني جلدتهم يدعى تاج (43 عاما). وقادت التحريات التي أجراها الفريق المكلف في شرطة العقيق وشرطة قباء إلى التوصل لمرتكب الجرائم الذي يعمل حارسا في عمارة سكنية، رغم أنه غادر المملكة في 27 شوال الماضي بدم بارد بعد ارتكابه لجرائمه الثلاث ورمي جثث ضحاياه في بئر مهجورة في طريق السلام شمال المدينة المنورة. حيث تشير المعلومات إلى أن الجاني قام باستدراج ضحيته الأولى في أواخر شهر شعبان الماضي وقتله وتقطيع الجثة ورميها في البئر لإخفاء جريمته. وفي السابع من رمضان الماضي قام باستدراج الضحية الثانية من بني جلدته وقتله غيلة ورمى الجثة في البئر، كما كرر فعلته مع الضحية الثالثة في الخامس والعشرين من شوال الماضي قبل يومين من مغادرته بلاده. وأوضح لـ «عكاظ» المتحدث الأمني لشرطة منطقة المدينة المنورة العقيد محسن الردادي أنه بعد جمع المعلومات وتحديد آخر اتصالات أجراها الضحايا؛ تبين أنها كانت مع نفس الشخص «تاج»، الذي اتضح أنه غادر المملكة منذ أشهر. وأفاد أنه بعد متابعة دقيقة لهذا الشخص تم القبض عليه أثناء عودته إلى المملكة في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز في المدينة المنورة، وبالتحقيق معه اعترف بجميع جرائمه التي كانت تهدف للحصول على المال، حيث كان يوهم ضحاياه بأنه قادر على جلب تأشيرات عمل إلى المملكة، فيدعوهم إلى منزله ومعهم المبالغ المطلوبة، ليقتلهم ويأخذ كل ما بحوزتهم من أموال ثم ينقل جثثهم إلى بئر مهجورة داخل في طريق السلام شمال المدينة المنورة. وأشار العقيد الردادي إلى أن الجاني قاد الجهات الأمنية إلى مكان البئر التي احتوت الجثث، مفيدا أنه تم انتشال جثتين ــ حتى ساعة مثول الجريدة للطبع ــ بعد جهود استمرت أكثر من خمس ساعات. من جانبه أفاد الناطق الإعلامي للدفاع المدني في المدينة المنورة العقيد منصور بطيحان الجهني أن فرق الإنقاذ وغواصين انتشلوا جثتين من الضحايا من قاع البئر، وتم تسليم الموقع للجهة المختصة لاستكمال التحقيقات باعتبارها حادثة جنائية. يشار إلى أن فريق التحقيق بقيادة المقدم محمد غازي البدراني رئيس قسم التحقيق في شرطة العقيق وملازم أول مخلد الحربي وملازم أول سعود السحيمي وأفراد البحث والتحري؛ بدأ تحرياته بعد تلقي شرطة العقيق بلاغين بفقد اثنين من الجنسية الباكستانية في ظروف غامضة، تبعهما بلاغ ثالث باختفاء الضحية الثالثة أواخر شوال الماضي. وحضر لموقع الحادثة أفراد الأدلة الجنائية والطب الشرعي لمعاينة الجثامين، ونقلت الجثتان إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الملك فهد. وعلمت «عكاظ» أنه تم القبض على أشخاص كانوا يقيمون مع الجاني، ولا تزال التحقيقات جارية بشأن تلك الجرائم.