لا يخلو حديث المجالس في مدينة الرياض هذه الأيام من قصص سرقة المنازل وجرأة السارقين لدرجة تكرار سرقة نفس المنزل في نفس العام في بعض الأحياء.
والسرقات في أحياء متعددة من مدينة الرياض، لكن حي التعاون شمال الرياض مسرح لكثير من السرقات، مما دعا الجيران إلى الاتفاق على أن يتصرف أي شخص يرى منزلاً يسرق وكأنه منزله، فلا ينتظر حضور صاحب المنزل. بل يقوم مباشرة برصد الحادث وإبلاغ الجهات الأمنية والاتصال بأصحاب المنزل بعد ذلك، وهذه خطوة إيجابية تعكس شكلاً فعالاً من التكامل بين المواطن ورجال الأمن. وبتنا نسمع قصصاً كثيرة عن سرقة المنازل بعد أن كانت السرقات محدودة في إطارات السيارات ومسجلاتها ثم سرقة السيارات، لكن قصص سرقات المنازل فاقتها. فمن القصص الغريبة التي تدل على جرأة اللصوص أن رجلاً عاد إلى منزله بعد مغادرته بفترة بسيطة فوجد سيارة عند بابه ورجلاً سأله عما يريد، فلما أجابه بأن هذا منزله نصحه بألا يدخل، وماهي إلا لحظات حتى خرج أربعة رجال يحملون العجرات (الهراوات) وركبوا السيارة وغادروا، ولحسن حظ الرجل أنه عاد مبكراً إلى المنزل فلم يتمكن اللصوص من السرقة.
وقصة لصوص أرادوا سرقة منزل سبق أن سرقوه قبل عام فرن جرس الإنذار في المنزل، وكان صاحب المنزل قد وضع جهاز إنذار بعد السرقة الأولى، فقفز اللصوص إلى المنزل المجاور وسرقوه !! منتهى الجرأة. وقصة أخرى عن لصوص سطوا على منزل فسرقوا خزنة بها مبالغ مالية ومجوهرات ثمينة وسرقوا أجهزة إلكترونية وأفسدوا ما لم يسرقوه كملابس النساء وقاموا بتكسير بعض الأثاث والأبواب أي إفساد وليس سرقة فقط، أي أنهم مجموعة مريضة تحمل الحقد وتمارس السرقة بشكل احترافي.
من أمن العقوبة أساء الأدب، أقولها ثانية، بعد أن قلتها في مقالات سابقة عن مروجي المخدرات ومخالفي المرور والعمالة الهاربة، فالمتابعة الحازمة والعقوبة الرادعة ستوقف هذه الجرائم. أقترح تسجيل مكالمات أفراد الشرطة المكلفين بالاستجابة لبلاغات المواطنين عن السرقة ومتابعة من يتأخر منهم عن أداء واجبه، حتى لا يكون البطء في الذهاب إلى موقع السرقة سبباً في ما نسمع من سرقات.
إن نجاح رجال الأمن في حماية هذا البلد من الإرهاب رغم خطورة التنظيمات الإرهابية يجعلنا نتوقع أن هؤلاء اللصوص يمكن التصدي لهم بحزم وإيقافهم عند حدهم، خاصة أنهم أقل تنظيماً وخطورة من التنظيمات الإرهابية.
إن الأمن والأمان هو صفة بلادنا وما نفخر به كسعوديين، آمل أن يتم التعامل مع سرقات المنازل بصورة أكثر اهتماماً وحرصاً، بالطريقة التي يراها المسؤولون مناسبة، ولو أن السرقات كانت تتم ليلاً فقط لربما قلنا إن نظام العسة المعروف قديماً قد ينفع، لكن سرقات اليوم تتم والناس قيام عند مغادرة منازلهم ولو لفترة بسيطة.
fma34@yahoo.com
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 تبدأ بالرمز 135 مسافة ثم الرسالة
أخبار ذات صلة