علي
 الغوينم
علي الغوينم
-A +A
عبدالله السلمان (الأحساء) waw114@
مثل شموخ نخلة هجرية زهت بقامتها الفارعة في جميع الحقول، يطل المخرج السعودي الراحل علي الغوينم من خشبة المسرح مخرجًا تارة، وممثلاً أخرى، مثقلاً بعذوق الفن ذات الطعم الفريد، التي يوزعها رطبًا جنيًا على هواة الحياة والإنسان، إذ يرى أن الفن نافذة كبيرة فتحت دفتيها على الأمل؛ لنبصر نحن خلالها الأمل، ونتنفس الأكسجين القادم رحم المعاناة، فما النص بين يديه سوى كائن حي، يعيش في حضرته مدللاً، حتى إذا حانت ساعة ولادته وأخذ يصرخ فزعًا، احتضنه ثانية، ورباه بين يديه إلى حد المهابة.

بمثل ذلك عرفت الساحة الفنية على مستوى المملكة والخليج المخرج السعودي مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء علي عبدالرحمن الغوينم؛ الذي غادر الحياة فجأة في منتصف مارس الماضي، مؤجلًا فرحة العيد بين محبيه وأسرته التي يعشقها بفن.


مدير العلاقات العامة والإعلام بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء المخرج والكاتب سلطان النوة قال لـ«عكاظ»: «عرفت علي الغوينم -رحمه الله- منذ أكثر من 25 عامًا أو يزيد، كنت أتردد على الجمعية مع والدي الفنان أحمد النوة، وأرى في ذلك الرجل الفارع بقامته الشامخة ملامح القيادة للمسرح، والقوي في قرارته، وعلاقته الجميلة مع الطاقم الفني الذي يقوده، ولاحظت ذلك خلال مشاركتي معهم في مسرحية «الصرام» بالجنادرية عام 1416هـ، ومع أن شخصيته كانت نافذة ومهابة من الجميع، إلا أنه يحمل بداخله قلبًا صغيرًا جدًا، كبيرًا في معانيه وحنيته علينا، ولا يبخل بأي معلومة يمتلكها حتى لو كانت سرًا فنيًا خاصًا به، ويتيح لك الفرصة بالاقتراب منه أكثر فأكثر».

كان سر نجاحه هو علاقاته الواسعة مع مجتمعه، ورجال الأعمال الذين كانت لهم بصمة في دعم الجمعية، وتحديدًا فإن مجتمع الأحساء خاصة فجع برحيل شخصية كبيرة، وزعت حبها وفنها على الجميع دون استثناء، والحضور الغفير في يوم تشييعه خير دليل على ذلك، وتوافد الأحباب من خارج الأحساء، بل من جميع المناطق لتقديم واجب العزاء هو شاهد آخر على حب الجميع له. ويضيف النوة: «هذه العلاقة التي تحدثتُ عنها ليست خاصة بأحد، بل أراها تنطبق على الكثير ممن يعرفهم، فيعاملهم بنسيم هواء واحد، حتى أن كل واحد منا يعد نفسه هو المفضل عنده من فرط الصفاء الذي يحيطنا به، أما علاقته على مستوى رئاسته في الجمعية بزملائه فليس لها مثيل من الود والمشورة، لقد ترك فراغًا بعد رحيله، أثر فينا جميعًا، رحم الله ذلك القلب النابض بالحنان والدفئ والحب».