لدي طفل يبلغ من العمر ست سنوات ذكي لا يرغب في التحدث مع الآخرين، وإذا تحدث معهم تكون عباراته غير لائقة، كما أنه يهرب أحيانا من المنزل لمجرد محاولة عقابه، ويبكي كثيرا قبل النوم، ولا ينام حتى أضربه أو تضربه والدته رغم أنه ينام في غرفة الخادمة مع أخته البالغة من العمر سنتين، لقد حاولنا تعديل سلوكه بعدة طرق وبأسلوب العقاب والثواب ولكن دون جدوى رغم أننا نتأثر كثيرا بعد أن نضربه، وهو بشكل عام هادئ إلا أن نوبات الغضب الشديد تنتابه أحيانا وعندها يدمر ما حوله أو يحاول تدميره، فكيف نمتص غضبه؟
ف/و
قبل أن أجيبك على سؤالك أخي الكريم أتمنى أن تتصور معي أنك أنت الرجل الكبير الناضج قد وضعت في جو ينتقدك فيه زملاؤك كلما تحدثت ويسمعونك ما لا يريحك من الكلام، هل كنت ستثور وتغضب أم ستبقى هادئا، الواضح أن رسالتك تفوح منها رائحة العقاب باعتباره الوسيلة الأكثر شيوعا في علاقتكم مع هذا الطفل وبالتحديد العقاب البدني على الرغم من أنك وأمه غير مقتنعين بصواب الضرب بدليل أنكما كلما ضربتماه ندمتما على ذلك، كيف يمكن بالله عليك أن يكون هذا الطفل هادئا ولا يغضب وهو يتعرض للضرب يوميا كلما حان موعد النوم، وأي أحلام سيراها في منامه وهو يغسل مخدته بدموعه ويسمع أصواتكما العالية التي تنهره وتذم سلوكه، توقف يا أخي أنت وزوجتك عن ممارسة هذا السلوك مع ولدك وأعيدا تأهيل نفسيكما من خلال القراءة في الكتب المتخصصة وكذلك من خلال سماع الإصدارات المسموعة التي تتناول مثل هذه القضايا وهي كثيرة في الأسواق، وتذكرا أن نوبات غضبه نتيجة طبيعية لما يقع عليه منكما من عقاب بدني.