بمناسبة عودة الكثير من المسافرين صيفاً إلى ما وراء الحدود.. أتقدم إليهم بالتهنئة بسلامة الوصول.. وأسأل عن عدد المرات التي شاهدوا فيها عبارة «صنع في السعودية» بالأسواق الخارجية في البلدان التي زاروها مصيفين ومسافرين؟!
«صنع في السعودية» عبارة مشوقة نتمنى أن نراها كما نرى عبارات «صنع في الصين» أو في كوريا أو حتى في أندونيسيا! لكن التنقيب عنها وسط زخم المعروضات العالمية يشبه التنقيب عن إبرة في كومة قش! وإذا كان بعض التجّار المتاجرين لدينا يتسابقون لوضع «استكرات» أو ملصقات مغشوشة على البضائع المتواضعة الصنع لتسويقها في الداخل تحت عبارة «صنع في فرنسا» أو «صنع في إيطاليا».. وإذا كان بعض المستوردين يخفون حقيقة البضاعة ويجعلونها كاللقيط الذي يحمل اسماً غير اسم أبويه الحقيقيين، فإن التكالب والتناطح حول عبارة صنع في السعودية ليس له وجود ولم يحدث بعد!
ولم أقل بل آمل أن لا أقول.. ولن يحدث!! حتى المنتجات المتواضعة السعودية في السوق السعودي المحلي يتهرب بعض الباعة من الاعتراف بها كصناعة سعودية وفي الغالب يغشون الحقيقة ويقولون «مستورد»! ونحن نعرف في أسواقنا أسماء بلاد لا نعرفها على الخريطة ومع ذلك لها بضائع في السوق تباع بأثمان ليست زهيدة وعليها طلب!! سوقنا الاستهلاكي مفتوح لمن هب ودب، ماذا عن الصادرات الوطنية.. أي سوق يطلبها؟!! إذا كان السوق المحلي يستحي منها!! وفي بعض الأحيان يتجاهلها! وفي أحيان أخرى يغالي في أسعارها إلى حد تطفيش المشتري! فكم في السوق من المنغصات ! ترى البضاعة المحلية وترى البضاعة المستوردة هذه غرفة نوم صنع الصين، وتلك غرفة نوم يُقال عنها صناعة محلية! الأولى سعرها مقبول ومدفوع فيها.. والثانية سعرها مهول ومبالغ فيه! فإذا تساوت المواصفات الخارجية وهذه غرفة وتلك غرفة أيهما تشتري المضاعف سعرها إلى حد الجشع أو المقبول سعرها إلى حد الاستهلاك؟! العاقل.. ماذا يفعل؟! الحكاية لا تكمن في تضييق حدة المنافسة أو منعها إنما في تكوين قاعدة أساسية للمنتج المحلي وللصادرات السعودية التي تسمع لها جعجعة ولا ترى طحناً!!! انظروا إلى «التمر» مثلاً أصبح نوعاً من الصناعات الجاذبة لكنه محدود الانتشار في الخارج وقلما تجد نوعية جيدة منه تباع في الأسواق على أنها منتج سعودي! في حين تسمع عن المنسوجات السورية! والأثاث التركي! والأواني المصرية! وكل شيء في الصين! وكوريا حتى سنغافورة.. فماذا تسمع عن الصادرات السعودية.. والصناعة السعودية وماذا ترى؟ حركة الصادرات مازالت مشلولة والقدرة على اقتحام أسواق الآخرين مازالت مقيدة! في الوقت الذي نتحدث فيه عن الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، وتنويع مصادر الدخل الوطني، واستقطاب الاستثمارات الخارجية!!! إن التلويح بالأماني لا يكفي لبناء المستقبل المنشود! وما عادت الناس يكفيها الإشارة.

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة