-A +A
فهيم الحامد (جدة) Falhamid2@
طيلة السنوات الماضية لم يتوقف دور التحالف العربي باليمن على الإسناد العسكري، ولجم التغلغل الإيراني ودحر المليشيات الحوثية، بل قدم المبادرات السياسية لإنهاء الأزمة للحل الشامل وتغيير معادلة القوة على الأرض. لقد شكلت مشاركة تحالف دعم الشرعية في اليمن، لحظة تاريخية ومنعطفا مهما للحفاظ على وحدة وسيادة وأمن واستقرار اليمن والحيلولة دون سيطرة النظام الإرهابي الإيراني على الدولة اليمنية وتحويلها بؤرة إرهابية طائفية عن طريق مليشيات الحوثي.

طيلة الأعوام السابقة جرى إحباط كافة محاولات المليشيا الحوثية العدائية تجاه المدنيين والأعيان المدنية التي تعتبر بمثابة جريمة حرب، كون استهداف المدنيين والأعيان المدنية بطريقة ممنهجة ومتعمدة يعد تصعيدا خطيرا وعملا جبانا، يهدد أمن وسلامة وحياة المدنيين والمسافرين، ويستدعي اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الأعيان المدنية من تهديدات الحوثيين. لقد تضامنت الدول الخليجية بالكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية، والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها واعتبرت أن المملكة والخليج كل لا يتجزأ وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة يمثل تهديدا لمنظومة الأمن الخليجية والاستقرار فيها. ونجح التحالف العربي، بامتياز، في إحباط المئات من عمليات الهجوم الذي نفذته قوات الحوثيين على جنوب المملكة بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة. وأحبطت كل محاولات «المليشيا الحوثية العدائية» لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين في المملكة واتخذت إجراءات عملياتية لاستهداف مصادر التهديد بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني.


وتؤكد مليشيات الحوثي الانقلابية يوما بعد يوم للعالم مجددا أن السلام فريضة غائبة عن شريعتها الدموية، وأنه لا أفق لأي حراك دولي يستهدف إنهاء معاناة الشعب اليمني ما دامت المليشيات الحوثية مستمرة في استهدافها الأعيان المدنية والسفن السعودية، وما دامت المجازر الحوثية تلقى دعما إيرانيا فاضحا، ولم تخف إيران يوما دعمها لمليشيا الحوثي الانقلابية، كما أنها لا تنكر استغلالها كأداة تخريبية قذرة للعبث بأمن اليمن والمنطقة، فهي تمدهم بالمال والسلاح والتدريب والخبراء من أجل هدف واضح وهو نشر الفتنة وبث الفرقة والانقلاب على أنظمة الحكم الشرعية.

ورغم الظروف القاسية، ورغم الحرب وويلاتها التي أشعلها الحوثي، إلا أن التحالف العربي، جعل من تدخله في اليمن مناسبة جديدة، يجمع فيها بين الواجبين العسكري، والإنساني، بالعمل على الحد من معاناة اليمنيين إلى أدنى الحدود، عبر استراتيجية عسكرية وإنسانية هدفها الوحيد إنقاذ اليمن من الوقوع فريسة سهلة في يد الحوثيين، ومن خلفهم الأنياب الإيرانية.

وبفضل ما حققه التحالف من أهداف عسكرية استراتيجية، أمكن الحفاظ على جسم ومقومات الحكومة اليمنية الشرعية، ومنع الحوثيين من استكمال ابتلاع مؤسسات الدولة وفرض الأمر الواقع على اليمنيين والعالم، ويواصل اليمن بفضل هذه الإنجازات العسكرية والسياسية الدفاع عن نفسه أمام العالم، ويعزز صلاته بالإقليم ومختلف دول العالم، على حساب الحوثيين، الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى من النجاح في مشروعهم.